لكم) (١)، ونحو ذلك قال أبو إسحاق قال:(كل واحد منفرد عن شريكه في الغي وشقيقه)(٢).
وقوله تعالى:{كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} قال ابن عباس: (يريد: حفاة عُرَاة كما خرجتم من بطون أمهاتكم)(٣)، وذكر الزجاج وجهًا آخر تحتمله اللغة:(كما بدأناكم أول مرة أي: كان بعثكم كخلقكم)(٤).
وقوله تعالى:{وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} أي: ملكناكم، يقال: خوّله الشيء، أي: مَلَّكه إياه، والخَوَل (٥) ما أعطى الله الإنسان من العبيد والنعم، قال أبو النجم (٦):
كُومَ الذُّرَى مِنْ خَوَلِ المُخَوَّلِ (٧)
(١) ذكره الثعلبي في "الكشف" ١٨١ أ، والواحدي في "الوسيط" ١/ ٨٤، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٨٨, وأبو حيان في "البحر" ٤/ ٨٢. (٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧٣، وقوله: (وشقيقه) غير واضحة في الأصل وكأنها: وشفيعه. (٣) لم أقف عليه، وأخرجه البخاري (٦٥٢٤) كتاب الرقاق، باب: كيف الحشر، ومسلم (٢٨٦٠)، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنكم ملاقو الله مشاة حُفاة عراة غُرْلًا"، والمقصود أنهم يحشرون كما خلقوا لا شيء معهم ولا يفقد منهم شيء حتى الغرلة، وهي القلفة التي تقطع عند الختان تكون معهم. وانظر: "شرح مسلم" للنووي ١٧/ ٢٨٠ - ٢٨٣، و"فتح الباري" ١١/ ٣٧٧ - ٣٨٨. (٤) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧٣، وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٥٦٦. (٥) الخول: بفتح الخاء والواو. انظر: "الجمهرة" ١/ ٦٢١، و"الصحاح" ٤/ ١٦٩٠, و"المجمل" ٢/ ٣٠٧، و"مقاييس اللغة" ٢/ ٢٣٠، و"المفردات" ص ٣٠٤. (٦) أبو النَّجم: الفضْل بن قدامة بن عبيد العِجْلي الكوفي، تقدم. (٧) "ديوانه" ص ١٧٥، وهو من لاميته المشهورة في هشام بن عبد الملك، ومطلعها: الحمدُ للهِ الوْهُوبِ المْجْزِل ... أَعْطَى فَلَمْ يَبْخَلْ وَلَم يُبَخَّل كُومَ الذُّرى منْ خَولِ المخول ... تبَقَّلَتْ مِنْ أَوّلِ التَّبْقُّلِ