قال أبو عبيد: كل من صُرِف عن الحق إلى الباطل، وأميل عن القصد فقد فُتِن (٣). ومنه قوله تعالى:{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ}[الإسراء: ٧٣].
وقال قطرب: واحذرهم أن يستزلوك (٤).
قال ابن الأنباري: وقولهم (٥): فتنت فلانةٌ فلانًا، قال بعضهم: أمالته القصد. والفتنة (٦) معناها في كلامهم المميلة عن الحق والقصد (٧).
وقال النضر في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أعوذ بك من فتنة المحيا"(٨). هو أن يعدل
= وإنما نزلتا في شيئين مختلفين، أحدهما في شأن الرجم، والآخر في التسوية في الديات، حتى تحاكموا إليه في الأمرين. "زاد المسير" ٢/ ٢٧٥، وانظر: "البحر المحيط" ٣/ ٥٠٤، وما ذكره ان الجوزي من التسوية في الديات سيأتي له ذكر عند المؤلف في الآية ٥٠ من هذه السورة. (١) قال ابن عباس -رضي الله عنهما- ذلك في تفسير الآية التي قبلها: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} "تفسيره" ص ١٨١، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٧٣. (٢) أورده المؤلف في "الوسيط" ٣/ ٩٠١، وانظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١١٦. (٣) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٣/ ٩٠١ ولم أقف عليه. (٤) لم أقف عليه عن قطرب، وقد قال بذلك أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ١٦٨، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٣/ ٥٠٤. (٥) في (ش): (فقولهم). (٦) في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٣٨ (فتن): الفتينة. (٧) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٣٨، وانظر: "اللسان" ٦/ ٣٣٤٥ (فتن). (٨) جزء من الحديث المشهور في الدعاء قبل السلام، وأخرجه البخاري (٨٣٢) =