ألم ترَ أن الله أعطاكَ سورةً ... ترى كُلَّ مَلْكٍ دونَها يتذَبْذَبُ (٢)
وقوله تعالى:{بَيْنَ ذَلِكَ}.
أي: بين الكفر والإيمان، أو بين الكافرين والمؤمنين (٣).
وذلك يشار به إلى الجماعة. وقد ذكرنا الكلام فيه عند قوله:{عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} بأبلغ شرح (٤).
وذكر الكافرين والمؤمنين قد جرى في هذه القصة عند قوله:{الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ}[النساء: ١٣٩] الآية، وإذا جرى ذكر الفريقين فقد جرى ذكر الكفر والإيمان.
قال ابن عباس:"يريد لا كافر ولا مؤمن"(٥).
وإنما أراد ابن عباس لا كافر ظاهر الكفر، بدليل قول السدي: ليسوا بمشركين مُصرِّحين الشرك (٦)، وليسوا بمؤمنين (٧).
وقول قتادة: ليسوا بمؤمنين مخلصين، ولا مشركين مصرحين الشرك (٨).