وأجاز أبو بكر أن تكون الهاء أصلية، وتكون أمَّهة وزنها فُعَّلَة، وهو في هذا القول بمنزلة: تُرهَة، وأُبَّهَة، وعُلّفة، وقُبَّرة.
ويقول (٣) هذا القول ما رواه صاحب العين من قولهم: تأمّهت (٤) أمّا، فتأمهَت يبين أنه تفعّلت، بمنزلة: تفّوهت وتنبّهت، إلا أن قولهم في المصدر -الذي هو الأصل- أمومة يقوي زيادة الهاء؛ لأن العرب تقول: أمّ بينة الأمومة، فهذا يقوي أن وزنها فُعْلَهَة.
ويزيد في قوة ذلك قول الشاعر:
إذا الأُمَّهاتُ قَبَحْنَ الوُجوهَ ... فَرجْتَ الظَّلامَ (٥) بِأُمَّاتِكَا (٦)(٧)
(١) تقدم قريبًا. (٢) من "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٦٣، ٥٦٤ بتصرف. (٣) هكذا في (أ)، (د)، ولعل الصواب: وُيقوّي كما في "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٦٤. (٤) في (د) (أمهت) وما أثبته هو الموافق لـ"سر صناعة الإعراب"، ومعنى تأمهت: اتّخذت. (٥) في (أ)، (د) الكلام، والتصويب من "العين" ٨/ ٤٣٤، "التهذيب" ١/ ٢٠٢ (أم)، "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٦٤ وهو الأصل. (٦) البيت منسوب لمروان بن الحكم كما ذكر في "معجم شواهد العربية"، "شرح شواهد الشافعية" ص ٣٠٨، وهو من "شواهد العين" ٨/ ٤٣٤، "تهذيب اللغة" ١/ ٢٠٢، "اللسان" ١/ ١٣٦ (أمم). معنى البيت: إذا قَبَحت الأمهات بفجورهن وجوه أولادهن عند الناس كشفت الظلام بضياء أفعال أمهاتك وطهارتهن. (٧) الكلام من قوله: وأجاز أبو بكر إلى هنا من "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٦٤ بتصرف يسير, ولم أجد ما ذكره في "العين" سوى البيت كما مر في عزوه.