قال: جعلت (الإغلالَ) بمعنى (الغُلول). فقد ذكرنا للغُلُول معنيين في هذه القراءة.
المعنى الثاني: أنْ يكون (الإغلالُ) بمعنى النسبة إلى الغُلُول. وقد يَردُ (١)(الإفْعَال) بمعنى النسمة، شاذًّا، وإن كان الأكثر فيه التَفْعيل؛ كقولهم:(أسْقاهُ)، أي: قال له: سَقَاكَ اللهُ (٢).
ومنه قول ذي الرُّمَّة:
وأُسْقِيهِ حتى كاد (٣) ... البيت.
= والبيت، ضمن أبيات، يهجو بها الشاعرُ عمرَ بن هبيرة الفزاري، ويخاطب -معاتبًا- يزيدَ بن عبد الملك، الذي ولَّى ابنَ هبيرة العراقَ. (١) في (ج): (ترد). (٢) في "الحجة" للفارسي ٣/ ٩٧: (.. كقولك: أسقيْتُهُ؛ أي: قلت له: سقاك الله). (٣) وتمامه: وأسقِيهِ حتى كاد مما أبُثُّهُ ... تكلِّمني أحجارُه ومَلاعبُه وقبل هذا البيت: وقفت على رَبْعٍ لِمَيَّة ناقتي ... فما زلت أبكي عنده وأخاطبه وهو في "ديوانه" ٨٢١. وورد البيتُ -الشاهد- منسوبًا له، في: "كتاب سيبويه" ٤/ ٥٩، و"النوادر" ٢١٣، و"مجاز القرآن" ١/ ٣٥٠، و"طبقات فحول الشعراء" ٢/ ٥٥٧، و"تهذيب اللغة"١٠/ ٢٩٧، و"المحرر الوجيز" ٣/ ٤٠٤، و"لسان العرب" ٤/ ٢٠٤٢ (سقى)، ٤/ ٢٣١٤ (شكا)، و"المقاصد النحوية" ٢/ ١٧٦، و"التصريح" للأزهري ١/ ٢٠٤، و"شرح شواهد الشافية" ٤١، و"الدرر اللوامع" ١/ ١٠٨. وورد غير منسوب في: "منهج السالك" ١/ ٢٦٣، و"همع الهوامع" ٢/ ١٤٤. ورد في بعض الروايات: (وَأُشْكِيهِ ..)، وورد: (.. أبِثُّهُ) -بضم الهمزة، وكسر الباء-. ومعنى (أبُثُّه): أظهر له البَثَّ، وهو: الحزن والغم. انظر: "اللسان" ١/ ٢٠٨ (بثث). يخاطب الشاعرُ -هنا- منزلَ معشوقته (مية). و (أسقيه): أدعوِ له بالسُّقْيا. والماضي: أسْقاهُ.