قال المفسرون (٤): كان المسلمون يوم أُحُد، يقتلون المشركين قتلا ذريعًا حتى وَلَّوْا هاربين، وانكشفوا منهزمين؛ فذلك قوله:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}.
ثم أَخَلَّ الرُّمَاةُ (٥) بالمكان الذي ألزمهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إيَّاهُ، فَحَمَلَ -حينئذ- خالدُ بنُ الوَلِيد (٦)، مِن وَرَاء المسلمين، وتَرَاجَعَ المشركون، وقُتِلَ
(١) يقال: (بَطَنَه)، و (بَطَنَ له)، و (بَطَّنَه): ضرب بَطْنَه. انظر: "القاموس المحيط" ص ١١٨٠ (بطن). و (رَأسَه، يرْأسَه، رَأسًا): أصاب رأسه. انظر: "اللسان" ٣/ ١٥٣٣ (رأس). (٢) انظر: "الزاهر" ١/ ٤٧٣. (٣) هذا قول الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ٤٧٨. وقيل: بأمره وحكمة وقضائه. وهو قول ابن عباس، والطبري، وأبو سليمان الدمشقي، وأبو الليث. انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ١٢٧، و"بحر العلوم" ١/ ٣٠٨، و"زاد المسير" ١/ ٤٧٦، و"تفسير القرطبي" ٤/ ٢٣٥. وقيل: بلطفه، وقيل: بمعونته، وقيل: بصدق وعده. وهذه الأقوال الثلاثة ذكرها الماوردي في: "النكت والعيون" ٢/ ٩٠٦. (٤) انظر: "تفسير البغوي" ٢/ ١١٨، و"تفسير الثعلبي" ٣/ ١٣١ ب، و"تفسير ابن كثير" ١/ ٤٤٤. (٥) في (ب): (أجل الزمان). (٦) هو: أبو سليمان، خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي. سماه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (سيف الله)، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وقائد خيلهم، وشهد مع الكفار حروبهم ضد المسلمين إلى عمرة الحديبية، وأسلم سنة سبع بعد خيبر، وقيل: قبلها. وهو من أشهر قادة الجيوشَ عند المسلمين. توفي سنة (٢١ هـ). انظر: "الاستيعاب" ٢/ ١١، و"الإصابة" ١/ ٤١٣.