ورُوِي عن الكِسائي الإمالة في (٢){وَسَارِعُواْ} و {أُولَئِكَ يسُارِعُونَ}[المؤمنون: ٦١] و {نُسَارِعُ}(٣)[المؤمنون: ٥٦]. وذلك مُستَحسَنٌ لِمَكان الرَّاءِ المكسورة؛ فكما تمنع المفتوحةُ الإمالةَ، فكذلك المكسورةُ تَجلِبُها (٤).
وفي الكلام محذوف، والمعنى على: وسارعوا إلى مُوجِبِ (٥) مغفرة مِن رَبِّكم.
واختلفوا في ذلك الذي إذا سارع إليه، فقد سارع إلى مغفرة: فقال عطاء عن ابن عباس (٦): يريد: لا تُصِرُّوا على الذنب. إذا أذنب أحدٌ فلْيُسْرع الرجوع، يغفر الله له.
وقال ابن عباس -أيضًا- (٧): سارعوا إلى الإسلام. وروي عن
= كما يجوز حذفها من {وَثَامُنهُم}؛ لأن الضمير العائد يكفي عن الواو. انظر: "إعراب مشكل القرآن" ١/ ٤٣٩، و"التبيان" ص ٥٣٥. (١) قال أبو علي في "الحجة" ٣/ ٧٨ بعد أن أورد هذه الآية: (فهذا على قياس قراءة نافع وابن عامر). فقوله تعالى: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} لم تحتج لعطف بالواو؛ لأنها حال من {أَصْحَابُ}، فالجملة ملتبسة بما قبلها متحدة معها، فاستغنت عن العطف بالواو. (٢) (في): ساقطة من (ج). (٣) والإمالة -هنا- هي رواية أبي عمرو الدوري عن الكسائي. ورواية غيره عن الكسائي ترك الإمالة. انظر: "السبعة" (٢١٦)، و"إتحاف فضلاء البشر": ص ٣١٩. (٤) انظر: "الإقناع" لابن الباذش ١/ ٢٧١ - ٢٧٧، و"النشر" ٢/ ٥٤. (٥) في (ج): (لما موجب). (٦) لم أقف على مصدر قوله. وقال البغوي: (وروي عنه: إلى التوبة، وبه قال عكرمة). "تفسيره" ٢/ ١٠٤. (٧) قوله في: "تفسير الثعلبي" ٣/ ١١٦أ، و"البغوي" ٢/ ١٠٤، و"زاد المسير" ١/ ٤٦٠.