وهو قول مصعب (١)، قال (٢): كانوا مع عيسى، اتَّبعوه وصدَّقوه (٣)، وكانوا إذا احتاجوا إلى الطعام أو (٤) الشراب، دعا الله تعالى، فيخرج (٥) من الأرض ما يأكلون، وما يشربون، أينما كانوا. فقالوا له (٦): من (٧) أفضل منَّا؟ إذا شئنا أطعمتنا، وإذا شئنا سقيتنا، وقد آمنَّا بك!؟ فقال: أفضل (٨) منكم من يعمل بيده، ويأكل من [كسبه](٩). قال: فصاروا يغسلون الثياب بالكراء، ثمَّ صار هذا الاسم مُستعمَلا فيمن أشبههم (١٠) من المُصدِّقين بأنبيائهم (١١)؛ تشبيهًا بهم.
وروى جُوَيْبِر (١٢) عن الضحَّاك، قال (١٣): مرَّ عيسى عليه السلام بغسَّالين،
(١) هو: مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري، أبو زرارة المدني، تابعي، ثقة كثير الحديث. توفي سنة (١٠٣هـ). انظر: "الجرح والتعديل" ٨/ ٣٠٣، "المراسيل" ٢٠٦، "تهذيب التهذيب" ٤/ ٨٤. (٢) قوله في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٥٥ ب. (٣) في (ب): (وصل وقوه). (٤) في (ب)، (د): (و). (٥) في (ج): (ليخرج). (٦) في (ب): (أيا الـ) بدلًا من: (له). (٧) (من): ساقطة من: (ب). (٨) في (أ)، (ب): (يال)، والمثبت من: (ج)، (د). (٩) ما بين المعقوفين غير مقروءة في (أ). والمثبت من: بقية النسخ، ومن "تفسير الثعلبي". (١٠) في (ب): (أشباههم). (١١) (بانبيائهم): ساقطة من (ج)، (د). (١٢) هو: أبو القاسم، جويبر بن سعيد الأزدي البلخي. تقدمت ترجمته. (١٣) الأثر في "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٥٩، "الدر المنثور" ٢/ ٦٣، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد.