قال الفرَّاء (١): وهو وجه حسن، وإنَّما يجوز أن تجعل (إلى) في موضع (مع)؛ إذا ضممت الشيءَ إلى الشيءِ (٢)، مما لم يكن معه؛ كقول العرب:(الذَّوْدُ إلى الذَّودِ؛ إبِل)(٣)؛ أي (٤): إذا ضممت الذَّوْدَ إلى الذَّودِ (٥)، صارت إبِلًا. فإذا كان الشيءُ مع الشيءِ، لم يصلح مكان (مع)(إلى)(٦)، ألا ترى أنَّك تقول: قَدِمَ فلانٌ ومعه مالٌ كثيرٌ، ولا تقول في هذا الموضع: وإليه مالٌ كثير (٧). وكذلك تقول: قَدِمَ فلانٌ إلى أهله، ولا
= المشكل من غريب القرآن: ٤٩. ويبدو أن المؤلف نقل هذه العبارة عن "معاني القرآن" للفراء: ١/ ٢١٨، ونصُّها عند الفراء: (المفسرون يقولون: من أنصاري مع الله). (١) في "معاني القرآن" له: ١/ ٢١٨. نقله عنه مع تصرف يسير جدًّا. (٢) (إلى الشيء): ساقطة من: (ج). (٣) في (ج): الدود إلى الدود. وفي "معاني القرآن" إنَّ الذود إلى الذود. و (الذَّوْدُ) من الإبل من الثلاثة إلى العشرة، أو من الثلاثة إلى التسع، وقيل غير ذلك. ولفظ (الذود) مؤنث. انظر: "المذكر والمؤنث" للفراء: ٧٧، "المنتخب" لكراع النمل: ١/ ٢٩١، "المذكر والمؤنث" لابن الأنباري: ١/ ٥٢٢، "المجمل" ٣٦٢ (ذود)، "اللسان" ٣/ ١٥٢٥ (ذود). وهذا القول مَثَلٌ من أمثال العرب، وهو في كتاب الأمثال، لأبي عبيد بن سلام: ١٩٠، "تأويل مشكل القرآن" ٥٧١، وجمهرة الأمثال، لأبي هلال العسكري: ١/ ٤٥٨، ٤٦٢، ٢/ ٢٢٦، ٢٨٩، والمخصص: ٧/ ١٢٩، ١٤/ ٦٧، ١٧/ ٩، وفصل المقال في شرح كتاب الأمثال، لأبي عبيد البكري: ٢٨٢، ومجمع الأمثال، للميداني: ١/ ٢٨٨. والمستقصى من أمثال العرب، للزمخشري: ١/ ٤٢٢، "اللسان" ٣/ ١٥٢٥ (ذود). (٤) من قوله: (أي ..) إلى (.. الذود): ساقط من (د). (٥) في (ج): (الدود إلى الدود). (٦) (إلى): ساقطة من (د). (٧) في "معاني القرآن": قدم فلان وإليه مال كثير.