وقوله تعالى:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} أي: اتِّخاذ الأولياء منهم (٢).
{فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}. أي: من دين الله، فحذف الدينَ اكتفاءً بالمضاف إليه، والمعنى: أنه قد برئ من الله، وفارق دينه، ثمَّ استثنى، فقال:{إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}. ذكرنا معنى الاتقاء وحقيقته في قوله:{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ٢]. و (التُّقاة) ههنا مصدر، ووزنها: فُعَلَة، مثل:
(١) وقال ابن عطية: (ولفظ الآية عام في جميع الأعصار)، وقال أبو حيان: (وظاهر الآية تقتضي النهي عن موالاتهم إلا ما فُسح لنا فيه من اتِّخاذهم عبيدًا، والاستعانة بهم استعانة العزيز بالذليل، والأرفع بالأوضع، والنكاح فيهم). "المحرر الوجيز" ٣/ ٧١. وذكر سلميان الجمل أن ترك موالاة المؤمنين يصدق بصورتين: إما أن تقصر الموالاة على الكافرين، أو أن يُشرك بينهم وبين المؤمنين في الموالة، وكلا الصورتين داخلتان في منطوق النهي، فموالاة الكافرين ممنوعة، استقلالًا أو اشتراكًا مع المؤمنين. انظر: "الفتوحات الإلهية" ١/ ٢٥٨. وانظر: "البحر المحيط" ٢/ ٤٢٢. (٢) (اتخاذ الأولياء منهم): ساقط من (د).