يقول: لا يمنعكم (١) الضَّجَر والملالةُ أن تكتبوا ما شهدتم عليه من الحقِّ صَغُر أو كَبُر، قلَّ أو كَثُر، و (أن) مع الفعل مصدر في محل النصب بوقوع السآمة عليه (٢).
والهاء في {تَكْتُبُوهُ} تعود على الحق، وكذلك الهاء في الأجل (٣).
هذا ما قيل في تفسير هذه الآية، وأظهر من هذا أن يُجْعَلَ قوله:{وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ} خطابًا لأولياء الحق، يقول: لا تَمَلُّوا أن تكتبوا حقُوقَكُم التي دفعتموها إلى الناس دقّت أو جلَّت، وتذكروا في الكتاب أَجَلَها ومَحَلَّها، ويؤكد هذا الوجه: أن الآية من ابتدائها خطاب لأرباب الأموال والديون.
والقيراط والحبة لا تدخل في الندب إلى الكتاب؛ لأن هذا مضمن بالعادة وليس في العادة أن يكتبُوا التَّافِه.
وقوله تعالى:{ذَلِكُمْ} أي: الكتاب {أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} أي: أعدل (٤)، وذكرنا الكلام في قسط وأقسط عند قوله:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا}[النساء: ٣](٥) وإنما كانت الكتابة أعدل؛ لأن الله أمر به، واتباع
=٣/ ١٩٠٧، قال في "اللسان": سئم الشيء وسئم منه وسئمت منه أسام سأَما وسأْمة وسآمة. وقال الراغب: السآمة: الملالة مما يكثر لبثه فعلًا كان أو انفعالًا. (١) في (ش) (لا يمنعنكم). (٢) ينظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٤٦، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨١٠. (٣) "تفسيرالثعلبي" ٢/ ١٨١٠. (٤) "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨١١. (٥) ينظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٩٥٩، "التبيان" ص ٢٣١، قال الراغب في "المفردات" ص ٤٠٤: والقسط هو أن يأخذ قسط غيره وذلك جور، والإقساط أن يعطي قسط غيره، وذلك إنصاف، ولذلك قيل: قسط الرجل إذا جار، وأقسط إذا عدل.