أحدهما: أن يجعله خبرَ مبتدأ محذوف، تقديره: ونحن نكفر.
والآخر: أن تستأنف الكلام وتقطعه مما قبله، ولا تجعل العاطف للإشراك، ولكن لعطف جملةٍ على جملةٍ، ومن هذا القبيل قوله: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (١٦) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ} [المرسلات:١٦ - ١٧] هو عطف جملة مستأنفة على معنى: نحن نفعل ذلك.
ومن قرأ:(ونكفر) بالنون والجزم، فوجهه: أن يُحْمَلَ الكلام على موضع قوله: {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} وموضِعُه جَزْمٌ، ألا ترى أنه لو قال: وإن تخفوها تكن أعظم لأجركم، لجزم، فقد علمتَ أن قولَه:{فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} في موضع جزم، ومثله في الحمل على الموضع: قراءة من قرأ: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ}[الأعراف: ١٨٦]، بالجزم، وقد ذكرنا هذا فيما تقدم.