تعترضوا باليمين بالله في أن تبروا، فلما سقطت (في) أفضى معنى الاعتراض (١) فنصب (أن)، ويكون تأويله:(لا يمنعكم)(٢) الإيمان بالله البر والتقوى والإصلاح بين الناس، قال: وجائز عند كثير من النحويين أن يكون موضعُها خفضًا، وإن سقطت (في)؛ لأنَّ (إن) الحذف معها مستعمل، يقول (٣): جئت لأن تضرب زيدًا، وجئت أن تضرب زيدًا، فتحذف اللام مع (أن) ولا تحذف مع المصدر لو قلت: جئت ضربَ زيدٍ، وأنت تريد: لضرب زيد، لم يجز كما جاز مع (أن)، لأنّ (أنْ) إذا وُصِلَت دل ما بعدها على الاستقبال، والمعنى (٤) تقول: جئتك أن ضربت زيدًا، وجئتك أن تضربَ زيدًا، فلذلك جاز حذف اللام، وإذا (٥) قلت: جئتك ضَرْبَ زيد، لم يدل الضربُ على معنى مضى (٦) ولا استقبال (٧).
وحرر بعض أصحابه هذا الفصل فقال: معنى هذا: أنّ (أنْ) لما وُصِل بالفعل احتمل الحذف كما يحتمل (الذي) إذا وصل بالفعل من حذف ضمير المفعول ما لا يحتمله الألف واللام إذا وُصل بالاسم، نحو: الذي ضربت، يريد: ضربته، فأما: الضاربه (٨) أنا زيد، فلا يحسن إلّا بالهاء، وذلك أن
(١) في "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٩٨: لمعنى، وفي "الإغفال" لأبي علي ٥٠٩ أقصى معنى الاعتراض. (٢) في (ش): (يمنعنكم). (٣) في (ش): (تقول). (٤) في (أ) و (م) و (ش): والمضي، وما أثبته من (ي) موافق لما في "معاني القرآن". (٥) في (ي) (إذا). (٦) في "معاني القرآن": على معنى الاستقبال. (٧) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٩٨ - ٢٩٩ بمعناه. (٨) في (ش) (المضاربة).