وقال سيبويه: ويقال: حَجَّ حِجًّا، كقولهم: ذكر ذِكرًا. وقال الفراء: الحَجّ والحِجّ لغتان (١)، يقال: حَجَجْتُ حِجّة للمرة الواحدة، لم يأت عن العرب غيره. ولو قيل: حَجَّة بالفتح كما قالوا: مَرَرتُ به مَرّة، كان صوابًا، مثل: مددته مدّةً، وقددته قدّةً، هذا كلامه. فأما قولهم: حُجٌّ، وهم يريدون: جمع الحاجّ، فقد يمكن أن يكونوا سموا بالمصدر، وتقديره: ذوو (٢) حج، قاله أبو علي، قال: وأنشد أبو زيد:
وقوله تعالى:{أَوِ اعْتَمَرَ} قال الزجاج: قَصد (٥)، وقال غيره: زار (٦)، قال أعشى باهلة:
وراكبٌ جاء من تثليثَ معتمرُ
قال الأزهري: وقد يقال: الاعتمار (٧) القصد، وأنشد للعجاج:
لقد سما ابنُ مَعْمَرٍ (٨) حينَ اعْتَمَرْ ... مَغْزًى بعيدًا من بعيدٍ وضَبَر (٩)
= الفزاري من سادات العرب. والحلول: الأحياء المجتمعة. ينظر: "اتفاق المباني وافتراق المعاني" ١/ ٢٠٦، "البيان والتبيين" ٣/ ٩٧. (١) ذكر في "اللسان" ٢/ ٧٧٩ "حجج"، أن الكسائي لا يفرق بين الحِج والحَج، وغيره يقول: الحَج حَج البيت، والحِج عمل السنة. (٢) في (ش)، (م): (ذو). (٣) البيت لجرير يهجو الأخطل في "ديوانه"، ص١٠٤، "لسان العرب" ٢/ ٧٧٨، وقال: والمشهور في روايات البيت: حِجّ، بالكسر، وهو اسم الحاج. (٤) ينظر فيما تقدم "اللسان" ٢/ ٧٧٨ - ٧٧٩ (حجج). (٥) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٣٤. (٦) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٤٥، "المفردات" ص ٣٥٠. (٧) في (م): (للاعتمار). (٨) في (ش): (معتمر). (٩) البيت للعجاج يمدح عمر بن عبيد الله التميمي، في "ديوانه" ص ١٩، "تفسير =