ويحتمل أن تكون الشعائر مشتقة من الإشعار الذي هو (١): الإعلام على الشيء، ومنه: الشعائر بمعنى العلامة؛ ولهذا تسمى الهدايا: شعائر؛ لأنها تُشْعَر بحديدة في سنامها (٢) من جانبها الأيمن حتى يخرج الدم. قال الكميت:
شَعَائرَ قُربانٍ بهم يُتَقَرَّبُ (٣)
ويحتمل أن يكون من الإعلام بالشيء (٤)، وبه قال مجاهد في قوله:{مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}. قال: يعني: منْ الخبر الذي أخبركم عنه (٥)، كأنه إعلام من الله عبادَه أمرَ الصفا والمروة (٦).
وقوله تعالى:{فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ} قال الليث: أصل الحج في اللغة: زيارة شيء تعظّمه.
(١) في (ش): (هي). (٢) في (ش): (من أسنامها). (٣) وشطره الأول: نُقَتِّلهُم جيلًا فجيلًا، تَرَاهُمُ ينظر: "القصائد الهاشميات" للكميت بن زيد ص ٢١، في "مجاز القرآن" ١/ ١٤٦، "تفسير الطبري" ٢/ ٤٤، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٨٤، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٦٥. (٤) ينظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٤٦، "تفسير الطبري" ٢/ ٤٤، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٣٣، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٨٨٤ وما بعدها، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٨٤، "المفردات" ص ٢٦٥، "تفسير البغوي" ١/ ١٧٢. (٥) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٢/ ٤٤، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٢٨٤. (٦) قال الطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٢٧: وذلك تأويل من المفهوم بعيد، وإنما أعلم الله تعالى ذكره بقوله: (إن الصفا)، عباده المؤمنين أن السعي بينهما من مشاعر الحج التي سنها لهم، وأمر بها خليله إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - إذ سأله أن يريه مناسك الحج، وذلك وإن كان مخرجه مخرج الخبر، فإنه مراد به الأمر.