ذلك قوله تعالى:{قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}[الحجرات: ١٤](١). معناه: استسلمنا من خوف القتل (٢). وقد ذكرنا معنى الإسلام فيما تقدم.
قوله تعالى:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} الأمَّةُ في اللغة تكون على وجوه، قال أبو العباس: الأمَّةُ تأويلها: الجماعة من كل شيء، من ذلك: أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويقال: إنما فلان أمةٌ وَحْدَه، أي يَسُدُّ مَسَدَّ جَمَاعةٍ, ومنه يقال: فلان حسن الأُمَّة، إذا مُدِحَ بالتمامِ واستجماعِ الخُلُقِ على الاستواء (٣).
ومنه سميت الأمّ؛ لأنها المحتويةُ على الولد، ومنها يخرج، ومن ذلك قوله:{هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}[آل عمران: ٧] أَيْ: مجمع الحلال والحرام. والإمام مأخوذ من هذا؛ لأن عليه تجتمع (٦) الجماعة (٧)، ومنه:{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}[يوسف: ٤٥]، أي: بعد حين من الدهر (٨)، وذلك لجماعة الشهور
(١) في (م)، (ش): (لن). (٢) ينظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٤٥، "لسان العرب" ٤/ ٢٠٨٠. (٣) "تهذيب اللغة" ١/ ٢٠٢ - ٢٠٦، "لسان العرب" ١/ ١٣٥ (أمم). (٤) هو أبو بصير ميمون بن قيس، تقدمت ترجمته. (٥) البيت للأعشى في "ديوانه" ص ١٩٩، "تهذيب اللغة" ١/ ٢٠٤، "لسان العرب" ١/ ١٣٥، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٨٢، "الأمالي" لأبي علي القالي ١/ ٢٥، "المعجم المفصل" ٧/ ٢٩. (٦) في (أ): (يجتمع)، وفي (م): (مجتمع). (٧) "لسان العرب" ١/ ١٣٣ - ١٣٤ (أمم). (٨) "المفردات" للراغب الأصفهاني ص ٣٣.