وقوله تعالى:{وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}(٢) أخرجهما من الجملة بالذكر (٣) تخصيصًا وتشريفًا (٤)، كقوله:{فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}[الرحمن: ٦٨]، وكقوله:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}[الجن: ١٨]، بعد قوله:{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}[النجم:٣١].
وقوله تعالى:{فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} قال محمد بن يزيد (٥):
ظهرت الكناية في قوله:{فَإِنَّ اللَّهَ} لأن الفاء جواب الجزاء وما بعدها مستأنف، فلما كان مبتدأً لم يقع (٦) فيه كناية عن ظاهر سبقها، لأنه ليس
(١) رواه الطبري في "تفسيره" ١/ ٤٣٣ - ٤٣٤، عن قتادة والسدي بنحوه، وعزاه في "الدر المنثور" ١/ ١٧٤ لسفيان بن عيينة عن عكرمة. وذكر القصة بطولها الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠٤٤، ورواه الواحدي في "أسباب النزول" ص ٣٢ بسنده عن الشعبي عن عمر، وهو لم يلق عمر. ولقصة عمر هذه طرق كثيرة. وقد قوى الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ١٦٦القصة بطرقها. وينظر ابن كثير في "تفسيره" ١/ ١٤٠، ١٤١، و"الدر المنثور" ١/ ١٧٤ - ١٧٥، وقال: صحيح الإسناد ولكن الشعبي لم يدرك عمر. (٢) في (أ): (وميكايل)، وفي (ش): (وميكائيل). (٣) في (م): (من الذكر). (٤) ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٠٤٩، "زاد المسير" ١/ ١١٩، "التفسير الكبير" للرازي ١/ ١٩٨، وذكر جوابًا ثانيًا وهو: أن الذي جرى بين الرسول واليهود هو ذكرهما، والآية نزلت بسببهما فلا جرم نص على اسميهما. وقد أطال البحث في ذلك أبو حيان في "البحر" ١/ ٣٢٢. (٥) يعني المبرد. (٦) في (م): (لم يكن يقع).