وذكرنا تفسير القيم عند قوله:{دِينًا قِيَمًا}(٢)، وهو من قام يقوم كالسيد والميت (٣).
قال صاحب النظم:(قيمة) مستوية محكمة؛ من قام يقوم إذا استوى، وصح من قولهم: قام الدليل على كذا، إذا أُظهِر (٤) واستقام، ويجوز أن تكون (القيمة) بمعنى القائمة، ما (٥) يراد منها من الحجة (٦) من قولهم: قام فلان بالأمر يقوم به، إذا أجراه على وجهه، ومنه يقال: للقائم بأمر القوم: القيم.
وفي الحديث:"ما أفلح قوم قيمتهم امرأة"(٧)، فيكون المعنى: كتب قيمة بالأحكام والحجج.
والقول الأول أظهر، وهو قول المفسرين (٨)؛ لأن هذا الثاني لا
(١) "مجاز القرآن" ٢/ ٣٠٦ بنصه. (٢) سورة الأنعام: ١٦١، ومما جاء في تفسير قوله تعالى: {قِيَمًا}: "قال ابن عباس: يريد مستقيمًا، ويجوز ذلك، قال الأخفش، والزجاج في القيم: وهو من باب الميت والصيب ونحوه". (٣) بياض في (ع). (٤) في (ع): (قام). (٥) في (ع): (مما) (٦) بياض في (ع). (٧) أخرجه أحمد في "المسند" ٥/ ٥٠ بلفظ: (ما أفلح قوم يلي أمرهم امرأة" من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة). (٨) قال به الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٣، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٩٩، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٢ أ، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢.