ونحو هذا القول يروى عن قتادة (٢)، وذكره (٣) الفراء فقال: ويقال (٤): قد (٥) أفلح من زكى نفسه (٦) بالصدقة وبالطاعة، وقد خاب من دسى (٧) نفسه فأخملها بترك الصدقة والطاعة.
وذكر وجهًا آخر على هذا القول في قوله:"دسَاهَا" فقال: إن البخيل يخفى منزله وماله، وإن المعطي يُبرز منزله، فينزل على الأشراف والروابي (٨)؛ [لئلا](٩) يستتر عن الضِّيفان، ومن أراده (١٠).
وشرحه ابن قتيبة فقال: يريد قد أفلح من زكى (١١) نفسه، أي أنماها، وأعلاها بالطاعة، والبرّ، والصدقة، واصطناع المعروف، وقد
(١) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٠١ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٩٣، "الدر المنثور" ٨/ ٥٣٠، وعزاه إلى عبد بن حميد، و"تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٢٤. (٢) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٦، "جامع البيان" ٣٠/ ٢١٣، "الكشف والبيان" ١٣/ ١٠٠ ب، "النكت والعيون" ٦/ ٢٨٤. (٣) في (ع): (ذكر). (٤) في (أ): (يقال). (٥) في (أ): (وقد). (٦) في (أ): (زكا). (٧) في (أ): (دسا). (٨) الروابي: ما أشرف من الرَّمل مثل الدّكدَاكة؛ غير أنها أشد منها إشرافًا. "لسان العرب" ١٤/ ٣٠٦ (ربا). (٩) في: النسختين (لأن لا)، وما أثبته من المعاني. (١٠) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٧. (١١) في (أ): (زكا).