{طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} عملوا فيها بالمعَاصي، وتجبروا على أنبياء الله والمؤمنين. وقد فسر طغيانهم بقوله:{فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}
قال الكلبي: يعني: القتل، والمعصية لله (٤).
قال أبو إسحاق:(المعنى: ألم تر كيف أهلك ربك هذه الأمم التي كذبت رسلها، و (كيف)(٥) جعل عقوبتها أن جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب؟ فقال:{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}(٦) قال مجاهد: يعني لما عذبوا (٧).
(١) سورة ص: ٣، وقد جاء في تفسيرها: الأوتاد جمع وقد، ويقال: تِدِ الوَتِد، واتد، الوَاتِدُ، موتود، ويقال: وقد، واتدًا أي رأس منتصب، وكل شيء ثبت في الأرض كالجبل، والسارية وهو وقد، واختلفوا في معنى {ذِي الْأَوْتَادِ} فالأكثرون على أن فرعون وصف بهذه الآية، كانت له أوتاد يعذب الناس عليها وهو قول ابن عباس في رواية عطاء، ومقاتل، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وابن حيان. وقال مقاتل: سمي: ذي الأوتاد، لأنها كانت له مظال وملاعب، أوجبال وأوتاد تضرب، فيلعب له تحتها وعليها بين يديه. وقال القرظي: ذا البناء المحكم. وقال عطية: ذو الجنود، والجموع الكثيرة. (٢) في: ع: عاداً. (٣) قال بذلك الطبري ٣٠/ ١٨٠، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٦. (٤) "الوسيط" ٤/ ٤٨٢. (٥) ساقط من (أ). (٦) ما بين القوسين من قول أبي إسحاق في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٢. (٧) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٢٧، "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٦ وعزاه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.