والمعنى: أنرد إلى أول خلقنا وابتداء أمرنا فنصير أحياء كما كنا؟ وهذا قول جميع أهل اللغة (١) والمعاني.
قال أبو إسحاق (٢)، (وأبو عبيدة (٣)) (٤)، والفراء (٥)، والزجاج (٦): يقال: رجع فإن في حافرته، وعلى حافرته، أي: رجع من حيث جاء، وأتيت فلانًا ثم رجعت على حافرتي، أي رجعت من حيث جئت.
والحافرة عند العرب: اسم أول (٧) الشيء، وابتداء الأمر (٨).
(قال ابن السكيت: يقال: التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة، أي عند أول ما التقوا.
قال الله تعالى:{أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} أي في أول أمرنا، -قال- وأنشدني ابن الأعرابي:
(١) قال الليث: الحافرة: العودة في الشيء حتى يُردَّ آخره على أوله. "تهذيب اللغة" ٥/ ١٨ مادة: (حفر)، وانظر: "مقاييس اللغة" ٢/ ٨٥، "الصحاح" ٢/ ٦٣٥، "لسان العرب" ٤/ ٢٠٥، وجميعها في مادة: (حفر). (٢) لعله يريد به الثعلبي، فقد ورد بنحو هذا القول عنه في "الكشف والبيان" ج ١٣: ٣٦/ ب. (٣) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٨٤. (٤) ما بين القوسين ساقط من: (ع). (٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٣٢. (٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٧٨. (٧) بياض في (ع). (٨) بياض في (ع). (٩) ورد البيت غير منسوب في "إصلاح المنطق" لابن السكيت: ٢٩٥. وانظر مادة: (حفر) في "تهذيب اللغة" ٥/ ١٨، "الصحاح" ٢/ ٦٣٥، "لسان