القراء (١) على تثقيل الأول، وتخفيف الثاني ليوافق كل منهما ما قبله. وقال:{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}[الرحمن: ٥] وقال في موضع آخر: {عَطَاءً حِسَابًا}[النبأ: ٣٦]، وهو كثير.
وأما رفع يعتذرون بالعطف على "يؤذن" أي ليس يؤذن، ولا يعتذرون، هذا لم يؤذن لهم لم يعتذروا.
قوله تعالى:{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} أي القضاء والفصل بين أهل الجنة والنار، وأهل الحق والباطل.
{جَمَعْنَاكُمْ} يعني مكذبي هذه الأمة.
{وَالْأَوَّلِينَ} يعني الذين كذبوا سائر النبيين.
قوله:{فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} قال عطاء: يريد: كنتم في الدنيا
(١) لم يجتمع القراء -على ما ذكره-، وإنما كان هناك اختلاف، قال أبو علي: (اختلفوا في التخفيف والتثقيل من قوله: "نكراً" [الكهف: ٧٤]، فقرأ ابن كثير، وحمزة، وأبو عمرو، والكسائي: "نُكْراً" خفيفة في كل القرآن إلا قوله: {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} [القمر: ٦]، وخفف ابن كثير أيضًا: "إلى شيء نكْر". وقرأ ابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر في كل القرآن: "نُكْراً". و"نُكُر" مثقل. حفص عن عاصم: "نُكْراً" خفيفة. واختلف عن نافع، فروى إسماعيل بن جعفر: "نُكْراً"، خفيفاً في كل القرآن إلا قوله: "إلى شيء نُكُر" فإنه مثقل. وروى ابن جماز، وقالون، والمسيبي، وأبو بكر بن أبي أويس، وورش عن نافع: "نُكْراً" مثقل في كل القرآن. نصر، عن الأصمعي، عن نافع: "نُكُراً" مثقل). ثم بين أن ذلك كله جائز. "الحجة" ٥/ ١٥٩.