جمع ذلك المتفرق، وكذلك ما كان في القرآن مثله. فأعمِلْ في (١)(ما) و (أي) الفعل الذي بعدهما، ولا تُعمِلْ الذي قبلهما إذا كان مشتقًّا من العلم أو في معناه، كقولك: ما أعلم أنهم قال ذلك، ولا أُعلِمَنَّ أيُّهم قال ذلك، وما أدري أيَّهم ضربتَ (٢). فهو في العلم والإخبار والإنباء وما أشبهها على هذا الوصف، ومنه قوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}[الانفطار: ١٧]، موضع (ما)(٣) رفع (٤)، رفعتها بيوم، كقولك: ما أدراك أيُّ شيء يوم الدين؟ وكذلك قوله:{لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى}[الكهف: ١٢]، رفعت (أي) بأحصى، وإنما (٥) امتنعت (أي) من الفعل الذي قبلها، لأنك تجد الفعل غير واقع عليها في المعنى؛ ألا ترى أنك إذا قلت: اسأل (٦) أيهم قام، كان المعنى: سل الناس أيُّهم قام، ولو أوقعت الفعل على أي فقلت: اسأل أيَّهم قام، خرجت من معنى الاستفهام، وذاك جائز إن أردته (٧)، تقول: لأضربنَّ أيَّهم قال ذلك، فهنا (٨)(أي) لا تكون (٩) استفهاماً؛ لأن الضرب لا يقع [على
(١) (في): ساقطة من (ب). (٢) من (ب): (ضربت)، ومثله في "معاني القرآن" ١/ ٤٦، وفي غير (ب): (ضرب). (٣) في "معاني القرآن" (ما الثانية) ١/ ٤٦. (٤) في (ب): (رفعت). (٥) في "معاني القرآن" للفراء: (وتقول إذا كان الفعل واقعا على (أي): ما أدري أيَّهم ضربت، وإنما امتنعت من أن توقع على (أي) الفعل الذي قبلها من العلم وأشباهه، لأنك تجد الفعل ... إلخ) ١/ ٤٦، ٤٧. (٦) في "المعاني": (سل). (٧) في (ب): (أردت). (٨) في (ج): (فهاهنا). (٩) في (أ)، (ج): (يكون).