ونحو هذا قال الكلبي (١) وغيره (٢)، إلا أنهم جعلوا ذلك القول (٣) العظيم الافتراء على الله، وتكذيب رسوله.
(والكُبَّار (٤): مبالغة من الكبير (٥)، يقال: كبير (٦)، وكُبَارٌ، وكُبَّارٌ، وجميل، وجَمال، وجُمَّالٌ، وعظيم، وعَظام، وعِظَّام في أشباه (٧) كثيرة (٨) " (٩)، لهذا تم ذكر ما قالت الكبراء للسفلة، وهو قوله:
{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} أي عبادتها.
= و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٣٠٧، و"فتح القدير" ٥/ ٣٠٠، والعبارة عنه في جميعهم: هو قول كبرائهم لأتباعهم: "وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًّا ولا سواعًا" الآية. (١) ورد معنى قوله في: "النكت والعيون" ٦/ ١٠٣، و"القرطبي" ١٨/ ٣٠٧، و"فتح القدير" ٥/ ٣٠٠، والعبارة عنه في كليهما: "هو ما جعلوه لله من الصاحب والولد". (٢) وهو قول الضحاك، قال: افتروا على الله وكذبوا، وكذبوا رسوله. وبمعنى هذا قال ابن عباس: قالوا قولًا عظيمًا، وكذا الحسن، قال: مكروا في دين الله وأهله مكرًا عظيمًا. انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ١٨٩/ ب، و"البغوي" ٤/ ٣٩٩. (٣) في (أ): الفوز. (٤) قال ابن فارس: "كبر: الكاف والباء والراء أصل صحيح يدل على خِلاف الصِّغَر، يقال: هو كبير، وكُبار، وكُبَّار، والكِبْر: مُعْظم الأمر". "معجم مقاييس اللغة": ٥/ ١٥٣ (كبر). وفي "الصحاح" "كَبُرَ -بالضم- يَكْبُر أي عَظُم فهو كبير، وكُبَار، فإذا أفرط قيل: كُبَّار -بالتشديد- ". ٢/ ٨٠١ (كبر). (٥) في (أ): الكبر. (٦) في (أ): كبر. (٧) غير مقروءة في: (ع). (٨) وأشباهه نحو: كثير وكُثَّار، وقليل وقُلّال، وجسيم وجُسَّام، وزحير وزُحَّار، وأنين وأنان. انظر: "إصلاح المنطق" ١٠٩. (٩) ما بين القوسين نقله الواحدي عن الفراء بتصرف. انظر: "معاني القرآن" ٣/ ١٨٩.