وأما فُعْل في جمع أفعل نحو أحْمر وحُمْر، وكأنهم ألزموه الإسكان للفصل بين الجمعين، وقد جاء فيه التحريك في الشعر (٢).
ومعنى قوله:{أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} قال أبو زيد: هَزِئتُ به (٣) هُزْءًا وَمهْزَأةً، وهذا لا يخلو من أحد أمرين (٤)، أحدهما: أن يكون المضاف محذوفا؛ لأن الهُزْءَ حَدَثٌ، والمفعول الثاني من هذا الفعل يكون الأول كقوله:{لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة: ١] ويكون التقدير: أتتخذنا أصحاب هزء. أو يكون جعل الهُزْءَ المهزوءَ به مثل الخلْق (٥) والصيد. وقوله (٦): {لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا}[المائدة: ٥٧] لا يحتاج فيه إلى تقدير
(١) البيت لعدي بن زيد كما في "الكتاب" وشطره الأول: عن مُبْرِقَاتٍ بالبُريْنِ تبدو (المبرقات): النساء المتزينات، و (البُرين): جمع برة وهو الحلي، و (سُوُر) جمع سوار. والبيت من "شواهد" سيبويه ٤/ ٣٥٩، و"شرح شواهده" للسيرافي ٢/ ٤٢٥، "المخصص" ٤/ ٤٦، و"المنصف" ١/ ٣٣٨، و"الحجة" ٢/ ١٠٥، و"شرح الكافية" لابن مالك ٤/ ١٨٣٧، "شرح المفصل" ٥/ ٤٤، ١٠/ ٨٤، ٩١، و"الهمع" ٦/ ٩٤، "اللسان" (لمع) ٧/ ٤٠٧٤. (٢) "الحجة" لأبي علي ٢/ ١٠٦، وانظر "الكشف" لمكي ١/ ٤٤٨. (٣) (به): ساقط من: (ب)، وليس في "الحجة"، وفي الحاشية: (في ط: هزئت به) "الحجة" ٢/ ١٠٤. (٤) في "الحجة" بعد أن ذكر كلام أبي زيد: قال أبو علي قوله تعالى: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} فلا يخلو من أحد أمرين ..) ٢/ ١٠٤. (٥) قوله: مثل الخلْق والصيد، أي في نحو قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وقوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} ونحو ذلك. انظر: "الحجة" ٢/ ١٠٤. (٦) في (ب): (وقال).