وقال قتادة: ذكر القوم عيشًا كان لهم بمصر، فقالوا لموسى:{ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} الآية (٢)، و (الطعام): اسم جامع لما يؤكل، وإنما قالوا: طعام واحد، وكان طعامهم المن والسلوى، لأنهم كانوا يأكلون المن (٣) بالسلوى فكان طعامًا واحدًا كالخبيص، لون واحد وإن اتخذ من أطعمة شتى (٤).
قال ابن زيد: كان (٥) طعامهم المن، وشرابهم السلوى، فكانوا يجمعون بينهما فيأكلونه طعاما واحدا (٦).
وقال أصحاب المعاني: لما كان غذاؤهم في كل يوم لا يتغير، قيل: طعام واحد، كما يقال لمن يدوم على الصوم والصلاة: هو على أمر واحد، لملازمته لذلك لا يتغير عنه (٧).
(١) لم أجده عن سعيد فيما اطلعت عليه، وأخرج الطبري نحوه عن قتادة "تفسير الطبري" ١/ ٣٠٩، "تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ٣٨١. (٢) أخرجه الطبري ١/ ٣٠٩، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٣٨١، وذكره السيوطي في "الدر" وعزاه إلى عبد بن حميد وابن جرير ١/ ٢٨٩. (٣) في (ب): (والسلوى). (٤) انظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ٧٧ أ، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣١٤، و"البغوي" ١/ ٧٨، "زاد المسير" ١/ ٨٨، "القرطبي" ١/ ٣٦٠، "البحر المحيط" ١/ ٢٣٢. (٥) (كان) ساقط من (ب). (٦) أخرجه ابن جرير ١/ ٣١٠، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٧٧ أ، والبغوي في "تفسيره" ١/ ٧٨، وأبو حيان في "البحر" ١/ ٢٣٢. والقول بأن السلوى شراب يخالف ما عليه جمهور المفسرين. (٧) انظر: "تفسير ابن عطية" ١/ ٣١٤، "الكشاف" ١/ ٢٨٤، "تفسير الرازي" ٣/ ٩٩، "القرطبي" ١/ ٣٦٠، "ابن كثير" ١/ ١٠٧، "البحر المحيط" ١/ ٢٣٢.