ويقال لفلان: أثرة بكذا أو أثارة، أي اختصاص، ويؤكد ما قلناه قراءة السلمي والحسن (أو أَثَرةٍ من علم)(٣)، والمعنى على هذا: ائتوني بعلم تنفردون به دوننا، فإنا لا نعلم أن لله شريكًا، وهذا وجه حسن، وروى أبو سلمة (٤) عن ابن عباس والشعبي أيضًا عنه في قوله: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: هو علم الخط (٥)، وهو خط كان تخطه العرب في الأرض.
وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه، عَلِمَ عِلْمَه"(٦). والمعنى على هذا: ائتوني بعلم من قبل الخط الذي
(١) انظر: "تهذيب اللغة" (أثر) ١٥/ ١٢٢، و"اللسان" (أثر) ٤/ ٨، و"معاني القرآن" للنحاس ٦/ ٤٤٠. (٢) انظر: "شرح المعلقات العشر" ص ١٣٧، و"اللسان" (أثر) ٤/ ٨. (٣) ذكره هذه القراءة الكلبي في "تفسير" ١٠/ ١٠٦ ب، والماوردي في "تفسيره" ٥/ ٢٧١، والقرطبي في "الجامع" ١٦/ ١٨٢، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ٥٥، وهي بفتح الهمزة والثاء. (٤) هو: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. (٥) أخرج ذلك الحاكم عن أبي سلمة عن ابن عباس، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. انظر: "المستدرك" التفسير ٢/ ٤٥٤. كما أخرج رواية الشعبي عن ابن عباس وقال: هذه زيادة عن ابن عباس في قوله -عز وجل- غريبة في هذا الحديث، وسكت عنه الذهبي ٢/ ٤٥٤. (٦) أخرج مسلم في "صحيحه" عن معاوية بن الحكم السلمي في حديث طويل، وفيه قال: قلت: ومنا رجال يخطون قال: "كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك"، انظر: "صحيح مسلم" كتاب المساجد، باب ٧، تحريم الكلام في الصلاة .. ١/ ٣٨١، وفي كتاب السلام، باب ٣٥، تحريم الكهانة وإتيان الكهان =