قال الفراء: ولم يُسمع إلا زَفَّ، يقال للرجل: جاء يزف، ولعل قراءة الأعمش من قول العرب: أَطَرَدتَ الرجل [أي صيرته طريدًا، فيكون يزفون](٢) أي جاءوا على هذه الهيئة وأنشد:
تمنى حصين أن يسود حذاعة ... فأمسى حُصينٌ قد أذل وأقهرا (٣)
أراد صار إلى [حال](٤) قهره) (٥).
ونحو هذا قال أبو إسحاق (٦) في قراءة حمزة.
وقال أبو عبيد:(تقول للنعامة: تَزُفُّ وهو من أول عدوها وآخر مشيها، وجاء الرجل يَزُفُّ زفيف النعامة أي من سرعته [وأنشد] (٧) للفرزدق:
وجاء قريع الشول قبل إفالها ... زفيفًا وجاءت خلفه وهي زُفَفُّ) (٨)
= والزفوف بفتح الزاي: الناقة السريعة من الزفيف وهو السرعة، والهقلة أنثى النعام، والرئال بكسر الراء جمع رأل وهو ولد النعام، والدوَّية بتشديد الواو منسوبة إلى الدو، وهي الأرض البعيدة الواسعة. يقول: أستعين على قضاء همي بناقة مسرعة، كأنها في إسراعها نعامة لها أولاد. "الخزانة" ٣/ ٤١٨. (١) انظر: "الحجة" ٦/ ٥٦ , "علل القراءات" ٢/ ٥٧٨. (٢) ما بين المعقوفين مكرر في (أ). (٣) البيت من الطويل وهو للمخبَّل السعدي يهجو الزبرقان وقومه في "ديوانه" ص ٢٩٤، "تهذيب اللغة" ٥/ ٣٩٥ (قهر)، "اللسان" ٥/ ١٢٠ (قهر). (٤) ما بين المعقوفين بياض في (ب). (٥) "معاني القرآن" ٢/ ٣٨٩. (٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣٠٩. (٧) ما بين المعقوفين بياض في (ب). (٨) البيت من الطويل وهو للفرزدق في "ديوانه" ٢/ ٢٧، "مقاييس اللغة" ١/ ١١٩، =