وقال الكلبي: وقفوا قبل ذلك وحوسبوا حين قدموا على الله (٣). يعني أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، والأمر بوقفهم يكون قبل الأمر بسوقهم إلى صراط الجحيم، روي عن ابن عباس أنه قال: وقفوا قبل ذلك.
قال المفضل (٤): يجوز أن يكون التقديم والتأخير: قفوهم واهدوهم.
وقال مقاتل: فلما سيقوا إلى النار حبسوا (٥). وعلى هذا الحبس كان (٦) بعد السوق والكلام على وجهه ونظمه، كأنه قيل: واهدوهم إلى صراط الجحيم، فإذا انتهوا إلى الصراط قبل وقفوهم (٧) للسؤال على الصراط.
{إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} قال ابن عباس: عن أعمالهم في الدنيا وأقاويلهم (٨).
وقال مقاتل (٩): سألتهم خزنة جهنم {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}(١٠)[الزمر: ٧١]، ويجوز أن يكون هذا السؤال ما ذكر بعد وهو
(١) انظر: "تهذيب اللغة" ٩/ ٣٣٣ (وقف)، "مقاييس اللغة" ص ١١٠١ (وقف). (٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣٠٢. (٣) انظر: "القرطبي" ١٥/ ٧٤. (٤) لم أقف على قول المفضل. (٥) "تفسير مقاتل" ١١٠ ب. (٦) في (أ): (كانوا)، وهو خطأ. (٧) في (أ): (وقفوهم السؤال)، وهو خطأ. (٨) انظر: "البغوي" ٤/ ٢٥، "القرطبي" ١٥/ ٧٤، "زاد المسير" ٧/ ٥٣. (٩) "تفسير مقاتل" ١١٠ ب. (١٠) قوله: (ألم يأتكم رسل منكم) غير مثبت في (أ)، وعدم إثباته خطأ.