قوله:{جَزَاءُ الضِّعْفِ} وهو أن يجازي بالواحد (١) عشر إلى ما زاد، فمعنى إضافة الجزاء إلى الضعف وهو الجزاء، كإضافة الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظ، ويضمر المضاف إليه زيادة معنى نحو: حق اليقين، وصلاة الأولى. {بِمَا عَمِلُوا} أي: من الخير في الدنيا.
وقال ابن عباس: يريد غرفا من ياقوت ودر وزبرجد آمنون من الموت والعذاب (٣).
(وقرأ حمزة: في الغرفة، على واحدة؛ لقوله:{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا}[الفرقان: ٧٥]. فكما أن الغرفة، يراد بها الكثرة والجمع، كذلك قوله {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} يراد بها الكثرة واسم الجنس، وحجة الجمع قوله:{لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ}[الزمر: ٢٠]، وقوله:{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا}[العنكبوت: ٥٨]. وكما أن غرفا جمع كذلك الغرفات ينبغي أن تجمع، والجمع بالألف والتاء قد تكون للكثرة كقوله:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}[الأحزاب: ٣٥]، وقول آخر:
لنا الجفنات الغر (٤)
(١) في (ب): (بالواحدة). (٢) انظر: "تفسير مقاتل" ١٠٠ أ. (٣) انظر: "القرطبي" ١٤/ ٣٠٦. (٤) جزء من بيت، وتمامه: لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما والبيت من الطويل، وهو لحسان بن ثابت في "ديوانه" ص ١٣١، "الكتاب" =