قال الأخفش: زلفى هاهنا اسم المصدر، كأنه أراد بالتي تقربكم عند تقربنا (٢).
وذكرنا معنى الإزلاف عند قوله:{وَأَزْلَفْنَا}(٣){وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الشعراء: ٩٠]، وقوله {إِلَّا مَنْ آمَنَ}(٤) قال الفراء: إن شئت أوقعت التقريب على من، أي: لا تقرب الأموال إلا من كان مطيعًا (٥). ونحو هذا قال الزجاج، قال: موضع من نصب بالاستثناء على البدل من الكاف والميم، على معنى: ما تقرب الأموال إلا من آمن وعمل بها في طاعة (٦).
وعلى هذا يجب أن يكون الخطاب في قوله:{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ} للمؤمنين والكافرين. والوجه أن يكون قوله: إلا من، استثناء منقطعًا، على تقدير: لكن من آمن وعمل صالحًا. وعلى هذا يدل تفسير ابن عباس، [فإنه](٧) قال في قوله: إلا من آمن وعمل صالحًا [يريد] أن عمله
(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١٠٠ أ. (٢) انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٤٤٥، وعبارة الأخفش: بالتي تقربكم عندنا إزلافًا. (٣) سورة الشعراء: الآية ٦٤. وموضعها بياض في (ب). وقال في هذا الموضع من "البسيط": وقال أبو عبيدة: أزلفنا جمعنا، قال: ومن ذلك سميت مزدلفة جمعا. ثم قال: والزلف الفازل والمراقي؛ لأنها تدني المسافر والراقي إلى حيث يقصده، ومنه قوله: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}. (٤) موضع (إلا) بياض في (ب). (٥) "معاني القرآن" ٢/ ٣٦٣. (٦) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢٥٥. (٧) ما بين المعقوفين بياض في (ب).