وأما الرواية عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- فقد جاءت رواية أخرى يتفق فيها قوله مع مذهب جماهير أهل العلم، فقد ورد عنه -رضي اللَّه عنهما- أنه قال:(الكلالة من لا ولد ولا والد)(١) ومفهومه: أن الإخوة لا يرثون مع الأب شيئًا.
[[٢٣٦ - ٤٤] الجد وإن علا يحجب بني الإخوة]
• المراد بالمسألة: أن الجد يقوم مقام الأب في حجب بني الإخوة.
مثاله: لو مات رجل عن: زوجة، وجد، وعن ابن أخ شقيق، فالمسألة من (أربعة أسعهم) فللزوجة الربع (سهم واحد) والباقي (ثلاثة أسمهم) للجد، ولا شيء لابن الأخ الشقيق لأنه محجوب بالجد.
• من نقل الإجماع: ابن حزم (٤٥٦ هـ) قال: [وأجمعوا على ألا يرثوا بني الأخ مع الجد كما لا يورثونهم مع الأب، وليس هذا إجماعًا في الأصل؛ فقد جاء عن علي توريثهم مع الجد](٢).
ابن قدامة (٦٢٠ هـ) قال: [اختلفوا في الجد مع الإخوة والأخوات للأبوين أو للأب، ولا خلاف بينهم في إسقاطه بني الإخوة وولد الأم](٣).
عبد الرحمن بن قاسم (١٣٩٢ هـ) قال: [(ويسقط به) أي بأب الأب وإن علا (كل ابن أخ): لأبوين أو لأب بلا نزاع، لأنه أقرب وإن علا] (٤)
• الموافقون على الإجماع: وافق على هذا الإجماع: الحنفية (٥)، المالكية (٦)، والشافعية (٧).
(١) رواه: البيهقي، في السنن الكبرى، كتاب الفرائض، باب حجب الإخوة والأخوات من كانوا بالأب والابن وابن الابن، ٦/ ٢٢٥. وفي السنن الصغير، رقم (٢٣٨٨). (٢) انظر: المحلى (٨/ ٣٢٨). (٣) انظر: المغني (٩/ ٦٥). (٤) انظر: حاشية الروض المربع (٦/ ١١٩). (٥) انظر: الجوهرة النيرة (٢/ ٣٠٥). (٦) انظر: بداية المجتهد (٢/ ٣٥٢). (٧) انظر: الحاوي الكبير (٨/ ١٠٤).