واجب الاتباع، فيكون إجماعهم على الحق واجبَ الاتباع (١).
[ومن السنة]
يستدل على الإجماع من سنة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بجملة الأحاديث التي وردت في لزوم الجماعة، وبيان فضلها، وتعظيم شأنها، والإخبار بعصمتها عن الخطأ، ومنها (٢):
الدليل الأول: ما جاء في حديث عمر -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فمن أراد بحبوحة (٣) الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد"(٤).
الدليل الثاني: ما جاء في حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه لا يجمع أمتي - أو قال: أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- على ضلالة"(٥).
الدليل الثالث: ما جاء في حديث أبي ذر (٦) -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
(١) "الإجماع في التفسير" (ص ٤٤). وينظر: "الإحكام" للآمدي (١/ ٢١٤)، "مجموع الفتاوى" (١٩/ ١٧٦)، "شرح الكوكب المنير" (٢/ ٢١٧). (٢) ينظر في هذه الأدلة: "العدة" لأبي يعلى (٤/ ١٠٨١)، "المستصفى" (١/ ١٧٦)، "شرح مختصر ابن الحاجب" للأصفهاني (١/ ٥٤١). (٣) بحبوحة الجنة، يعني: وسطها، وبحبوحة كل شيء وسطه وخياره. "غريب الحديث" لأبي عبيد (٢/ ٢٠٥)، "الفائق" (١/ ٨١). (٤) أخرجه الشافعي في "الرسالة" (ص ٤٧٣)، وأحمد في "مسنده" (١١٤)، (١/ ٢٦٨)، والترمذي (٢١٦٥)، (٤/ ٤٠٤)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٥٧٦)، (١٠/ ٤٣٦). قال الترمذي: [هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه]. (٥) أخرجه الترمذي (٢١٦٧)، (٤/ ٤٠٥)، والحاكم في "مستدركه" (٣٩١)، (١/ ١٩٩). قال الترمذي: [هذا حديث غريب من هذا الوجه]. وتتبع طرقه وأعلها الحاكم. قال البخاري: [سليمان المدني منكر الحديث]. "علل الترمذي" (ص ٣٢٣). وبه أعله ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٣/ ١٤١). والحديث جاء من طرق عدة عن جمع من الصحابة، وفيه قال السخاوي: [وبالجملة فهو حديث مشهور المتن، ذو أسانيد كثيرة، وشواهد متعددة، في المرفوع وغيره]. "المقاصد الحسنة" (١/ ٧١٧). وينظر: "تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج" (١/ ٥١). (٦) جندب بن جنادة بن سكن أبو ذر الغفاري الزاهد المشهور الصادق اللهجة، هذا اسمه =