التحليل وبطلانه إن وقع، وافق عليه أبو يوسف من الحنفية (١)، والمالكية (٢)، والشافعية في الجديد (٣)، وابن حزم (٤). وقال به عمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر -رضي اللَّه عنهم-، والحسن، وبكر المزني (٥)، والنخعي، وقتادة، والليث (٦)، وإسحاق، وأبو عبيد (٧)، والثوري، والأوزاعي في إحدى الروايتين عنهما (٨).
• مستند الإجماع:
١ - عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال:"لعن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المُحِلَّ والمُحلَّل له"(٩).
٢ - عن عقبة بن عامر -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ "، قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال:"فهو المحلِّل، لعن اللَّه المحلِّل والمحلَّل له"(١٠).
٣ - عن علي -رضي اللَّه عنه- قال:"لعن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المحلِّل والمحلَّل له"(١١).
(١) "بدائع الصنائع" (٤/ ٤٠٥)، "الاختيار" (٣/ ١٥١). (٢) "الكافي" لابن عبد البر (ص ٢٣٨)، "القوانين الفقهية" (ص ٢٠٩). (٣) "الحاوي" (١١/ ٤٥٦ - ٤٥٧)، "التهذيب" (٥/ ٤٤٦). (٤) "المحلى" (٩/ ٤٢٢). (٥) هو أبو عبد اللَّه بكر بن عبد اللَّه المزني البصري، الفقيه، روى عن خلق كثير من الصحابة والتابعين، كان عالمًا، عابدًا، زاهدًا، متواضعًا، قليل الكلام، توفي سنة (١٠٨)، وقيل: سنة (١٠٦ هـ). انظر ترجمته في: "شذرات الذهب" (١/ ١٣٥)، "البداية والنهاية" (٩/ ٢٨٤). (٦) هو شيخ الديار المصرية، أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي، أصله من فارس، أخذ عن الزهري، وعطاء، وخلق كثير، وكان كثير الحديث، والفقه، حتى قيل: الليث أفقه من مالك؛ ولكن ضيعه أصحابه، توفي سنة (١٧٥ هـ). انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ (١/ ٢٢٤)، "شذرات الذهب" (١/ ٢٨٥). (٧) "الإشراف" (١/ ١٧٩)، "المغني" (١٠/ ٤٩). (٨) "الاستذكار" (٥/ ٤٤٨). (٩) أخرجه الترمذي (١١٢٣) (٢/ ٣٦٤)، والنسائي (٣٤١٦) (٦/ ١٠٩). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال ابن حجر: صححه ابن القطان، وابن دقيق العيد، على شرط البخاري. انظر: "التلخيص الحبير" (٣/ ١٧٠). (١٠) أخرجه ابن ماجه (١٩٣٦) (١/ ٦٠٧)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٢١٧)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. (١١) أخرجه (٢٠٧٦) (٢/ ٢٢٧)، والترمذي (١١٢٢) (٢/ ٣٦٤)، وابن ماجه (١٩٣٥) (١/ ٦٠٦). قال الترمذي: حديث علي معلول، وليس إسناده بالقائم؛ لأن مجالد بن سعيد قد ضعفه أهل العلم، منهم أحمد بن حنبل. وانظر: "التلخيص الحبير" (٣/ ١٧٠).