٣ - تزوج قدامة بن مظعون (٢) -رضي اللَّه عنه- ابنة الزبير حين نَفِسَتْ، فقيل له، فقال: ابنة الزبير إن مت ورثتني، وإن عشت كانت امرأتي (٣).
٤ - زوج علي -رضي اللَّه عنه- أم كلثوم ابنته وهي صغيرة عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- (٤).
• وجه الدلالة من هذه الأحاديث: أن عائشة، وابنة الزبير، وأم كلثوم بنت علي كنَّ صغيرات، وعندئذٍ لم يكنَّ في حال يعتبر إذنهن فيه (٥).
• الخلاف في المسألة: أولًا: ذهب ابن شبرمة، وأبو بكر الأصم (٦) إلى أنه ليس للأب أن يزوج ابنته الصغيرة، التي يقل عمرها عن تسع سنين إلا بعد البلوغ (٧).
• دليل هذا القول: تأوُّل ما ورد من أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تزوج عائشة وهي بنت ست سنين بأن ذلك من خصائصه -صلى اللَّه عليه وسلم-، مثل زواجه بأكثر من أربع نسوة، ونحو ذلك (٨).
ثانيًا: ذهب الإمام أحمد في رواية عنه أن البنت التي تزيد على تسع سنين، وقبل البلوغ ليس لأبيها أن يجبرها، وهي اختيار ابن تيمية. وقال بعض المتأخرين من الأصحاب: وهي الأقوى (٩).
• دليل هذا القول:
١ - حديث عائشة:"أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بنى بها وهي بنت تسع سنين"(١٠).
(١) أخرجه البخاري (٥١٣٤) (٦/ ١٦٣)، ومسلم (١٤٢٢) "شرح النووي" (٩/ ١٧٤). (٢) هو أبو عمرو قدامة بن مظعون بن حبيب الجمحي، أخو عثمان بن مظعون، وخال حفصة وعبد اللَّه ابني عمر، يعد من السابقين الأولين للإسلام، شهد بدرًا وما بعدها مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، توفي سنة (٣٦ هـ). انظر ترجمته في: "أسد الغابة" (٤/ ٣٧٥)، و"الإصابة" (٥/ ٣٢٢). (٣) أخرجه البيهقي في "الكبرى" (٧/ ١١٤)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٤/ ١٧). (٤) أخرجه البيهقي في "الكبرى" (٧/ ١١٤). (٥) "المغني" (٩/ ٣٩٨). (٦) هو أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان الأصم شيخ المعتزلة، وكان دينًا، وقورًا، صبورًا على الفقر، كان فيه ميل عن علي -رضي اللَّه عنه-. من مصنفاته: كتاب "خلق القرآن"، وكتاب "الحجة والرسل"، و"الأسماء الحسنى"، و"افتراق الأمة"، توفي سنة (٢٠١ هـ). انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (٩/ ٤٠٢). (٧) "نوادر الفقهاء" (ص ٨٣)، و"بداية المجتهد" (٢/ ١٤)، و"المحلى" (٩/ ٣٨)، و"فتح القدير" (٣/ ٢٧٤). (٨) "المحلى" (٩/ ٣٩). (٩) "الإنصاف" (٨/ ٥٤ - ٥٥)، و"الشرح الكبير" (٢٠/ ١١٩ - ١٢٠). (١٠) سبق تخريجه.