وقوله:(إلا رجاءتك أن أكون من أهلها)(٢) ممدود. قال في الجمهرة: فعلت رجاء كذا، ورجاءة كذا، وهو بمعنى طمعي فيه وأملي، ويكون كذلك أيضًا الرجاء ممدود بمعنى الخوف، ومنه في الحديث: إنا لنرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدًا. قال الله تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣)﴾ [نوح: ١٣] أي: لا تخافون له عظمة، و ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ﴾ [الكهف: ١١٠] أي: يخافه، يقال في الأمل: رجوت ورجيت، بالواو والياء. وفي الخوف: بالواو لا غير. قال بعضهم: لكن إذا استعملته العرب مفردًا في الخوف ألزمته "لا" حرف النفي قبله، ولم تستعمله مفردًا إلا في الأمل والطمع، وفي ضمنه بكل حال الخوف ألا يكون ما يؤمله. وهذا الحديث يرد قول هذا، فقد استعمله بغير لا.
قوله: في الجلوس في الصلاة: (إنه لجفاء بالرجل)(٤) كذا ضبطناه، قال
= مذهب السلف- بل نؤمن بها كما جاءت على مراد الله تعالى. علمًا بأن الروايات الأخرى للحديث تنفي ما ذهب إليه المصنف ﵀. (١) البخاري (٦٤٧٤). (٢) مسلم (١٩٠١). (٣) مسلم (١٤٨٤). (٤) البخاري (٥٣٦).