قوله:(من غمط الناس)(١) أي: استحقرهم، كذا روايتنا في الحديث بالطاء في الصحيحين مع جميع الطرق، وقد رواه بعضهم: غمص بالصاد، وكذا رويناه في كتاب أبي سليمان وغيره، وهو بمعناه وسنذكره في الحديث الآخر في بابه.
[(غ م م)]
قوله: في الهلال (فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمُ فَاقْدُرُوا لَهُ)(٢) بضم الغين وشد الميم أي: ستره الغمام، كذا رويناه في الموطأ بغير خلاف. وفي كتاب مسلم في حديث يحيى بن يحيى:"أغمي". وعند بعضهم:"غَمِيَ" بتخفيف الميم وكسرها وفتح الياء، وكذلك في البخاري. وقيل: معنى هذه الرواية: لبس عليه، وستر عنه من إغماء المرض. يقال: غميَ عليه وأغمي، والرباعي أفصح، وقد يكون من المعنى الأول. قال الهروي: يقال: غامت السماء وأغامت وتغيَّمَتْ وغيَّمت وغينت وغمت، وأغمت، وزادنا شيخنا أبو الحسن: غمت وأغمت مخففان، فعلى هذا يصح غمي وأغمي من الغيم والغمام، وأنكر أبو زيد: غامت وصححها غيره، وقد جاء في كتاب أبي داود: فإن حالت دونه غمامة فهذا تفسير لذلك في الحديث نفسه، وكان في رواية الصدفي من شيوخنا، والخشني عن الطبري في كتاب مسلم في حديث ابن معاذ: عمي بالعين المهملة أي: التبس. وقد فسرناه في بابين قبل، وذكره البخاري في حديث أبي هريرة في باب: إِذَا رَأَيْتُم الهِلالَ فَصُومُوا فإِن غُبي: بضم الغين، كذا للأصيلي والقابسي ولأبي ذر: غَبي بفتحها أي: خفي، وقد ذكرناه في بابه.
وقوله:(يستسقي الغمام بوجهه)(٣) هو السحاب. قال نفطويه: هو الغيم الأبيض، سمي بذلك لأنه يغمّ السماء أي: يسترها. وقيل: سمي بذلك من
(١) مسلم (٩١). (٢) البخاري (١٩٠٠). (٣) البخاري (١٠٠٩).