هو في رجل مخصوص. وقيل: هو ضرب مثل للزهد والحرص. وقيل: ذلك لتركه الإيمان، وتسمية الله عند الطعام. وقيل: غير ذلك مما شرحنا في الإكمال.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله:(فكره المؤمنون ذلك، وامتعظوا)(١) بظاء معجمة، كذا عند الأصيلي والهمداني، ولأبي الهيثم في المغازي والجرجاني، وفسروه: كرهوا وهذا غير صحيح، ووهم في الخط والهجاء إنما يصح لو كان:(امتعضوا) بالضاد المعجمة، وكذا عند أبي ذر هنا، وعبدوس فهذا بمعنى: كرهوا وأنفوا، وقد وقع مفسرًا كذلك في بعض الروايات في الأم. وعند القابسي في كتاب الشروط، وللحموي في المغازي، والمستملي وهي رواية الأصيلي هناك، عن المروزي: اتعظوا. ووقع للقابسي أيضًا في المغازي: امعظوا: بتشديد الميم وظاء معجمة، وكذا لعبدوس، وعند بعضهم: اتغظوا: بالغين والظاء المعجمتين، وكتب خارجًا عليه من الغيظ، وعند بعضهم عن النسفي، وانغضوا: بنون ساكنة وغين وضاد معجمتين، وهو مشكل في نسخته: هل النقطتان على التاء أم على النون والغين؟ في كتاب المغازي، وكل هذه الروايات إحالات وتغييرات عن الصواب، حتى خرج عليه بعضهم: انفضوا ونحو منه في كتاب الشروط، عن النسفي ولا وجه لما تقدم، إلا أن يكون امتعضوا مثل الرواية الأولى، إلا أنها بالضاد كما تقدم. وقد تخرج رواية النسفي.: انغضوا أي: تحركوا واضطربوا. قال الله: ﴿فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ﴾ [الإسراء: ٥١] أو انفضوا أي: تفرقوا.
وقوله: في تفسير الحوايا (٢) الأمعاء، كذا لابن السكن، وللباقين: المبعر، والأول قريب منه، وبالمباعر فسرها المفسرون.
(١) البخاري (٢٧١٣). (٢) البخاري، تفسير سورة الأنعام، باب (٦).