"تنقزان" على الرواية الأولى تثبان، والنقز: الوثب والقفز، كأنه من سرعة السير، وضبط الشيوخ القربَ: بنصب الباء ووجهه بعيد على الضبط المتقدم، وأما مع تنقلان فصحيح، وكان بعض شيوخنا يقرأ هذا الحرف: بضم باء القربُ، ويجعله مبتدأ كأنه قال: والقرب على متونهما، والذي عندي. أن في الرواية اختلالًا، ولهذا جاء البخاري بعدها بالرواية البينة الصحيحة، وقد تخرج رواية الشيوخ بالنصب على حذف الخافض، كأنه قال: تنقزان بالقرب، وقد وجدته في بعض الأصول "تُنقِزان"، بضم التاء وكسر القاف، ويستقيم على هذا نصب القرب أي: أنهما لسرعتهما في السير وجدّهما في المشي، تتحرك القرب على ظهورهما وتضطرب، وهو كالنقز.
[(ن ق ش)]
قوله:(وإذا شيك فلا أنتقش)(١) أي: إذا أصابته شوكة فلا وجد بما (٢) يخرجها، والانتقاش: إخراج الشوكة من الرجل، وأصلها من المنقاش الذي يستخرج به.
وقوله:(من نوقش الحساب عذب)(٣) أي: من استقصى عليه، والمناقشة: الاستقصاء. وقيل: نفس عذابه، المراد: يعذب بمحاسبته. وقيل: بل إذا نوقش، ووزنت أعماله وخطراته وهماته وصغائره وكبائره، لم يكد يخلص إن لم يعفُ الله عنه، كما قال ﵇:(لا يَدْخُلُ أَحَدَكُم الجَنَّةَ بِعَمَلَهِ وَلا أَنا إلا أن يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَتِهِ)(٤).
[(ن ق ص)]
قوله: في الفطرة (وانتقاص الماء)(٥): بالصاد المهملة، فسره في الحديث بالاستنجاء. قال أبو عبيد معناه انتقاص البول بالماء إذا غسل ذكره.
(١) البخاري (٢٨٨٧). (٢) كذا في المخطوطة (أ) والمطبوعة، وفي المخطوطة (م): فلا وجد من. (٣) البخاري (٦٥٣٦). (٤) البخاري (٥٦٧٣). (٥) مسلم (٢٦١).