قوله: بثوا. أي فرقوا، وفي الحديث:(لا أبث خبره) أي لا أظهره وأنشره. و:(لا تبث حديثنا تبثيثًا)(١) ويروى: تنث. بالنون في غيرها، لكن عند المستملي هنا: تنثيثًا في المصدر، ومعناه متقارب أي لا تخرجه وتذيعه.
ومنه:(وبثها فيكم)(٢) أي أشاعها ونشرها، بثثت الخبر وأبثثته أي أذعته.
وفيه:(ولا يولج الكف ليعلم البَثّ)(٣) أصل البث الحزن، قال الله تعالى: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٦)﴾ [يوسف: ٨٦] وأرادت المرأة بالبث هنا على قول أبي عبيدة: داء كان بجسدها أو عيب تكره إطلاعه عليه ويحزنها، فكان لا يدخل يده هناك ولا يكشفه تصفه بالكرم،، هذا قول أبي عبيدة. وقال ابن الأعرابي: بل ذمت زوجها بأنه لا يضاجعها كما قالت: (إذا رقد التف) والبث هنا حبها إياه، وقال غيرهما: أرادت أنه لا يتفقد أموري ومصالحي كما يقال: فلان لا يدخل يده في هذا الأمر.
وقوله:(حضرني بثي)(٤): أي حزني الشديد.
[(ب ث ق)]
قوله:(فانبثق الماء)(٥): أي انفجر، يقال منه: بثق وانبثق. والبثق: بكسر الباء وفتحها وسكون الثاء، الموضع الذي يخرج منه الماء.
[فصل الاختلاف والوهم]
في تفسير سورة سبأ:(العَرِم. ماء أحمر أرسله الله في السّدِّ فشقه)(٦) كذا
(١) البخاري (٥١٨٩). (٢) البخاري (٣٠٩٤). (٣) البخاري (٥١٨٩). (٤) مسلم (٢٧٦٩). (٥) البخاري (٣٣٦٥). (٦) البخاري، مقدمة تفسير سورة سبأ.