وأنَّى تأتي بمعنى أين، وبمعنى كيف، ومنه قوله ﵇:(نورٌ أنَّى أراه)(١) أي كيف أراه وقد حجب بصري النور.
وكذا في حديث زيد بن عمرو بن نفيل:(لا أحمل من غضب الله شيئًا وأَنَّى أستطيعه)(٢) كذا هو صوابه بتشديد النون، أي كيف، ورواه أكثر الرواة:"وأنا" مخففًا، وله وجه على طريق التقرير أي أنا لا أستطيعه.
وتأتي بمعنى مع.
فأما "أنا" المخففة فهي اسم للمتكلم عن نفسه وأصلها أن بغير ألف، قال الزبيدي: فإذا وقفت زدت ألفًا للسكوت. قال الله تعالى: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ﴾ [طه: ١٢] التلاوة بغير ألف.
[(أ ن ى)]
قوله:(الحِلْم والأَنَّاة)(٣) بفتح الهمزة والقصر فيها وفي الكلمة: أي التثبت وترك العجلة. والتأَني: المكث والإبطاء يقال: آنيت ممدود، وأَنَّيت مشدد، وتَأَنيت.
وقوله:(الذي لا يَعْجَل شيءٌ إناهُ وقدَّره)(٤) بكسر الهمزة والقصر، أي وقته، قال الله تعالى: ﴿غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ [الأحزاب: ٥٣] فإذا فتحتَ مددتَ آخره فقلت: الأَناء مقصور الأول، وقد اختلف الشيوخ في ضبط هذه الجملة مما ذكرناه: رواية عبيد الله عن أبيه، يَعْجَل بفتح الياء والجيم، "وإناه وقدره" مفعول به، "وشيء" مرفوع بالفاعل. ورواه القنازعي بضم يُعجِل ورواه ابن وضاح:"شيئًا" مفعولًا، وإناه الفاعل، وكلهم يقولون: إناه قدره كما تقدم، وقال الجياني: رواه بعضهم: يُعجَّل بتشديد الجيم شيئًا إناه، أي أَخَّره بفتح الهمزة ومدها وقصر أخَّره وقدّره بتشديد الدال فعلان.
(١) مسلم (١٧٨). (٢) البخاري (٣٨٢٨). (٣) مسلم (١٨). (٤) الموطأ (١٦٦٨).