وفي تفسير الأنعام:(كانوا يسيبونها لطواغيتهم أن وصلت إحداهما بالأخرى)(١) بالفتح بمعنى مِنْ أَجْل وبالكسر للشرط.
وفي إذا لم يشترط السنين في المزارعة:(وإنَّ أَعْلَمَهم أخبرني)(٢) يعني ابن عباس. كذا لكافتهم وهو الصواب، وعند النسفي:"وإني أَعْلَمُهُم خبرًا عن نفسه" والأول الوجه.
قوله:(وإِنّا إِنْ شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ)(٣) قيل: معناه إذا شاء الله، لأنه ﵇ على يقين من وفاته على الإيمان، والصواب: أنه على وجهه من الشرط والاستثناء ثم معناه مختلف فيه لأجل أنَّ الاستثناء لا يكون في الجواب، فقيل: معناه لاحقون بكم في هذه المقبرة، وقيل: المراد بذلك امتثال قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الكهف: ٢٣ - ٢٤] أي فاعلٌ ذلك غدًا، وهذا على التبري والتفويض، وإنْ كان في واجب كقوله تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [الفتح: ٢٧] وهذا واجب من الله، وقيل: الاستثناء في الوفاة على الإيمان والمراد من معه من المؤمنين.
[فصل الاختلاف والوهم]
وفي (مثنَّةٌ من فقه الرجل)(٤) كذا رويناه عن أكثرهم ومتقنيهم في الصحيح وغيره من كتب الحديث والشروح: بقصر الألف ونون مشددة وآخره تاء منونة، وقد خلط فيها كثير من الرواة بألفاظ كلها تصحيف ووهم، وكان في كتاب القاضي أبي علي والفقيه أبي محمد بن أبي جعفر: مائنة بالمد، وبعضهم يقوله: بهاء الكناية، كأنه يجعل "ما" بمعنى الذي و"إنه" للتأكيد وكله خطأ ووهم، والحرف معلوم محفوظ على الصواب كما قدمناه. قال أبو عبيد عن الأصمعي: ومعناه مخلقة ومجدرة وعلامة كأنه دال على فقه الرجل وحقيق بفقه الرجل، وهذا كلام جمع تفسيرين وله معنيين: لأن الدلالة على الشيء غير ما
(١) البخاري (٤٦٢٣). (٢) البخاري (٢٣٣٠). (٣) مسلم (٢٤٩). (٤) مسلم (٨٦٩).