وقوله:(فشت القالة)(٤) أي القول، ومنه في الحديث الآخر:(النميمة: القالة بين الناس)(٥) أي: نقل القول والكلام بينهم. ومنه قوله وتلا قول إبراهيم ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ﴾ [إبراهيم: ٣٦] وقال عيسى ﴿إن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ﴾ [المائدة: ١١٨] كذا في الأصول، وهو هنا اسم لا فعل، معناه: وتلا قول عيسى، يقال: كثر القول والقال والقيل، والقيل والقالة. وقيل: يكون القالة مكان القائلة أي: الجماعة القائلة، والقال: مكان القائل. يقال: أنا قالها أي: قائلها، ومنه نهى عن قيل وقال، يحتمل أن يحكي الفعلين، وأن يقول: قال فلان كذا، وقيل كذا، فيكونان على هذا منصوبين، وقد يكونان اسمين، كما تقدم، فتكسرهما وتنونهما، ومعنى ذلك الحديث فيما يخوض الناس فيه من قال فلان كذا، وقال فلان: إن فلانًا كذا.
وقوله:(النميمة: القالة بين الناس) مما ذكرنا، أي: نقل الكلام بينهم ومثله: ففشت في ذلك القالة أي: الحديث والقول (٦).
وقوله: في حديث الخضر، (فقال بيده فأقامه)(٧) يعني الحائط أي: أشار بيده أو تناول.
(١) انظر مادة (ق و ب). (٢) مسلم (١١٦٧). (٣) البخاري (٢٠٣٤). (٤) البخاري (٢٥٠٦). (٥) مسلم (٢٦٠٦). (٦) انظر الفقرة قبلها. (٧) البخاري (٤٧٢٧).