يكون منه هذا كما قال في الرواية الأخرى: وسكن غضبه، ويحتمل أن يكون صمت عما كان يقوله قبل.
ويكون "سكت" بمعنى مات. ومنه قوله في المرجوم (فرجمناه بجلاميد الحرة حتى سكت)(١) أي: مات.
وقوله:(كان يصلي يريد من الليل إحدى عشرة ركعة فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر قام فركع ركعتين)(٢): هو على وجه، وكذا رويناه بالتاء من السكوت في هذا الحديث على اختلاف ألفاظه، في جميع الأمهات، أي إذا أكمل أذانه، ورويناه عن الخطابي: سكب، بالباء. قال: ومعناه: أذن، والسكب: الصب، استعارة للكلام، وحدثونا عن أبي مروان بن سراج ووجدته بخط الجياني عنه: أن سكت وسكب بمعنى واحد.
[(س ك ر)]
قوله: سكر الأنهار: بسكون الكاف وفتح السين هو سدها، وحبس مائها لتأخذ مجري آخر، والسكر: بكسر السين اسم ذلك السداد الذي يجعل هناك.
وقوله: أو شرب سكرًا، ومن شرب السكر، وذكر السكر، والمسكر، فالسَّكَر: بالفتح، هو اسم ما يسكر من الأشربة، وكذا في رواية الطبري: المسكر مكان السكر. قال الله تعالى: ﴿تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا﴾ [النحل: ٦٧] قالوا: كان هذا قبل تحريمه. وقيل: في الآية السكر للطعام. وقاله أبو عبيد، وأهل اللغة ينكرونه. ومنه قول ابن مسعود في السكر أي: المسكر.
وقوله:(إن للموت لسكرات)(٣) جمع سَكْرَة. قال الله تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَكَرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ [ق: ١٩] وهي غلبة الكرب على العقل واختلاطه لشدته، وقول أبي بكر ﵁: وجاءت سكرة الحق بالموت، أي: سكرة الموعد الحق بانقضاء الأجل.
(١) مسلم (١٦٩٤). (٢) مسلم (٧٣٦). (٣) البخاري (٤٤٤٩).