وقوله:(ما فَرَى الأوداج)(٢) أي: شقها وقطعها، كذا روايتنا فيه. وقيل: بل كلام العرب في هذا: أفرى وما أفرى الأوداج أي: شقها وأخرج ما فيها وقتل صاحبها، فكأنه من الإفساد عنده. قال القاضي ﵀: والرواية صحيحة لأن الذكاة إصلاح لا إفساد، وقيل: فرى المزادة: خرزها كأنه يريد قطعها للخرز، وأفرى الجرح بطه.
وقوله:(من أفرى الفري - ممدودان - يدعي الرجل غير أبيه)(٣) أي: من أشد الكذب، والفرية: بكسر الفاء الكذبة العظيمة. يقال: منه فري: بالكسر يفري وافترى افتراء وفرية: إذا كذب واختلق كلامًا زورًا.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله:(لم أرك فرغت لأبي بكر وعمر كما فرغت لعثمان) كذا قيدناه على القاضي أبي علي: بالراء والغين المعجمة، من الفراغ والتهمم، كما قدمناه في بابه، وقيدناه على أبي بحر، وغيره:(فزعت)(٤) بالزاي والعين المهملة من الذعر والهيبة، أو من الهبوب والمبادرة، كما سنذكره بعد هذا في بابه، وهذا هو الأظهر.
وقوله في رواية أبي النضر في حديث الوباء:(فلا يخرجكم إلا فرار منه)(٥) بالضم عن أكثر الرواة للموطأ، عن يحيى، ولابن بكير، وغيره من رواة الموطأ، وهو البين الوجه أي: لا تخرجوا بسبب الفرار، ومجرد قصده لا لغير ذلك، وأن الخروج للسفر والحاجة مباح كما قال: فلا تخرجوا فرارًا منه.
ورواه القعنبي:(إلا الفرار منه) وكذلك قال ابن أبي مريم وأبو مصعب من رواة
(١) مسلم (٢٤٩٠). (٢) الموطأ (١٠٥٨). (٣) البخاري (٣٥٠٩). (٤) مسلم (٢٤٠٢). (٥) الموطأ (١٦٥٦).