وفي حديث الدجال وفتح قسطنطينية:(إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك)(١) كذا عند السمرقندي وبعض طرق ابن ماهان، بالباء بواحدة في الحرفين أي: بشدة، وعند العذري:"بنأس". بالنون. "أكثر"، بالثاء المثلثة وهو وهم، والصواب الأول بدليل آخر الحديث وبقوله:(فيأتيهم الصريخ أن الدجال قد خرج) فهو تفسير البأس الأكبر المذكور.
[الباء مع الباء]
[(ب ب ن)]
لم يلتق حرفان من جنس واحد في صدر كلمة في لسان العرب المحض عند أهل العربية.
وقد جاء في كتاب البخاري قول عمر:(لولا أن أترك آخر الناس ببَّانًا ليس لهم شيء)(٢). وقوله في تسوية العطاء:(حتى يكونوا ببَّانًا واحدًا) أوله باآن بواحدة مفتوحتان ثانيتهما مشددة وآخره نون، وفسره ابن مهدي فيه أي شيئًا واحدًا، وقال غيره: معناه الجمع، كقوله: ببان. في الرواية الأخرى أي جماعة وهو بمعنى ما تقدّم، وأنكره أبو عبيد وقال: لا أحسبه عربيًا، وقال أبو سعيد الضرير: ليس في كلام العرب: ببان. والصحيح:"بيان". الثانية باثنتين تحتها، أي لأسوين بينهم حتى لا يكون لأحد فضل على أحد. قال: ويقال لمن لا يعرف: هيان بن بيان. وردّ الأزهري قول أبي سعيد وصحح الرواية كما جاءت. وقال: كأنها لغة يمانية لم تَفْشُ في كلام معد، وصحح اللفظة أيضًا صاحب العين وقال: مما ضوعفت حروف: هم على ببان واحد، أي طريقة واحدة. وقال الطبري: هو العدوم الذي لا شي له فعمناه: اتركهم سواء في الحاجة على قوله، واختلف هل النون فيه زائدة ووزنه فعلان، أو أصيلة وزنه فعال.