وفي الحديث:(لما أتاها نعي أبي سفيان)(١) كذا ضبطه الأصيلي: بالسكون على ما تقدم، وضبطناه عن بعض شيوخنا: بكسر العين وتشديد الياء، وهو اسم نداء الرجل الذي يأتي بالنعي، وهو أيضًا اسم الميت، ومنه قوله في الأول: قام النعي فأسمعنا.
وقوله:(حتى سمعت نعايا أبي رافع)(٢) جمع نعي مثل: صفي وصفايا أي: أصوات النادبين بنعيه، والمُفَدِّين له من الرجال والنساء، ويحتمل أنه سمع هذه الكلمة، كما جاء في الخبر الآخر.
وفي حديث شداد بن أوس:(يا نعايا العرب)(٣) كذا في الحديث. وقال الأصمعي: إنما هو يا نعاء العرب أي: يا هؤلاء، أو يا هذا، انع العرب. قال ابن الأنباري: هو من النعي مثل: دراكِ.
[فصل الاختلاف والوهم]
في باب السمر في العلم: في خبر أضياف أبي بكر، (وإن أبا بكر تعشى عند النبي ﷺ، ثم لبث حيث صليت العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشى النبي ﵇ فجاء)(٤) كذا ذكره البخاري هنا، وذكر مسلم، (حتى نعس النبي ﵇ (٥) وهو الصواب. وقد ذكر تعشيه قبل رجوعه يعني: إلى منزل النبي ﵇، كما جاء في الحديث الآخر: وأنه قد ذكر تعشيه معه قبل هذا، وقبل صلاة العشاء.
قوله:(نعما للملوك)(٦) بكسر العين وتشديد الميم أي: نعم الشيء كثيرًا للمملوك مبالغة من نعم، وعند العذري نعما: بضم النون وسكون العين ومعناه: إن صحت الرواية مسرّة وقرَّة عين على ما فسرناه.
(١) البخاري (١٢٨٠). (٢) البخاري (٣٠٢٢). (٣) مجمع الزوائد (٦/ ٢٥٥) والحلية (٧/ ١٢٢). (٤) البخاري (٦٠٢). (٥) مسلم (٢٠٥٧). (٦) مسلم (١٦٦٧).