قوله: أن يفضي إلى نسائنا كناية عن الجماع، وأصله الوصول للشيء، أفضى إلى كذا وصل إليه.
ومنه:(أفضوا إلى ما قدموا)(١) أي وصلوا إليه من خير أو شر.
وقوله:(أن يفضي الرجل إلى الرجل دون ثوب)(٢) أي: يباشره ويصل جسمه إلى جسمه.
وقوله:(يفضي بفرجه إلى السماء)(٣) أي: يكشفه ويصله بجهتها دون ساتر له.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: في المعتدة: (ثم تؤتى بدابة شاة، أو طير فتفتض به - بالفاء - فقلما تفتض بشيء إلا مات)(٤) كذا الرواية في هذه الأمهات فيها بالفاء إلا عن المروزي فقال: "تقتض": بالقاف في كتاب الطلاق ونقله بعضهم عنه: فتقبض بالباء ومعنى "الفاء": تمسح به قُبُلها، فيموت، لقبح ريحها وقذارتها، وسمي فعلها ذلك افتضاضًا كأنها تكسر عدتها، وما كانت فيه بفعلها ذلك، والفضّ: الكسر وقيل: تفتض تتفرج بذلك مما كانت فيه، وتزيله عنها، أو تزول بذلك من مكانها، وحفشها الذي اعتدت فيه، والفضّ: التفرق، ومنه: ﴿لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩]، وقيل: هو شيء كانوا يفعلونه كالنشرة، قال مالك: تفتض: تمسح به جلدها كالنشرة. وقال البرقي: تفتض: تمسح بيدها على ظهره وقيل: هو مشتق من الفضة، كأنها تتنظف بما تفعله من ذلك، مما كانت فيه وتغتسل بعده وتتنقى من درنها حتَّى تصير كالفضة، و"تقتض" قريب من التفسير الأول لأن القض: الكسر أيضًا وقد رواه الشافعي: "فتقبض": بالقاف والباء الموحدة والصاد المهملة، وفسره أنها تأخذها بأطراف أصابعها قال الله تعالى: ﴿فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ﴾ [طه: ٩٦] والمعروف الأول.