رواية من رواه. وقيل: عفيف متعفف ذو عيال أي: عفيف عما لا يحل له متعفف عن السؤال.
وقوله:(عفوا إذ أعفكم الله)(١) أي: أتركوا الكسب الخبيث وعفوا عنه، إذ وسع الله عليكم وأغناكم، وعليه يدل الحديث وما قبل الكلام وما بعده أنه في المطاعم والمال، وقد يحتمل أن يكون معناه: إذ أخرجكم من فجور الجاهلية إلى عفاف الإسلام، فالتزموا العفة في كل شيء. وقوله: ويأمر بالعفاف: معناه هنا: ترك الزنى والفجور.
وقوله:(من يستعفف يعفه الله)(٢) أي: من يعف وجهه عن السؤال يُعِنْه الله على ذلك، ويرزقه من حيث لا يحتسب. قال أبو زيد: العفة ترك كل قبيح وحرام، والعفيفة من النساء: السيدة الخيرة الكافة عن الخنا والفجور.
[(ع ف و)]
قوله:(أمر بإعفاء اللحى)(٣) أي: بتوفيرها، يقال: عفا الشيء إذا كثر، ويقال فيه: أعفيت الشيء وعفوته. إذا كثرته وتفسيره في الحديث الآخر: وفروا اللحى.
ومنه في الحديث الآخر:(إذا دخل صفر، وعفا الوبر)(٤) على ما جاء في بعض الروايات، يريد وبر الإبل التي حلقتها الرحال أي: كثر، ويكون أيضًا بمعنى قلَّ وذهب من الأضداد.
ومنه: عفت الديار: إذا درست وذهبت معالمها. وقيل مثله في عفا الأثر في الرواية المشهورة في هذا الحديث. وقيل: أي درس أثر الحاج والمعتمرين بعد رجوعهم.
(١) الموطأ (١٨٣٨). (٢) البخاري (١٤٢٨). (٣) أحمد (٥١١٧). (٤) أبو داود (١٩٨٧).