وقوله:(كأنه صوت دم)(١) أي: صوت طالب دم، أو سافك دم.
وقوله:(وإن تقتل تقتل ذا دم)(٢) أي: صاحب دم يشتفى بقتله، ويدرك قاتله به ثأره، فاختصر اقتصارًا على مفهوم كلامهم فيه، ورواه بعضهم عن أبي داود في مصنفه:(ذا ذم) بالمعجمة، وفسره بالذمام والصحيح الأول، وتلك الرواية تقلب المعنى، لأن من له ذمام لا يستوجب القتل، ولا كان النبي ﵇ يقتله.
[فصل]
قوله:(فينبتون نبات الدمن في السيل)(٣) بكسر الدال وسكون الميم، كذا للسجزي، ولغيره (نبات الشيء في السيل)(٤)، وهو أشبه وأصح في المعنى، لأن الدمن: الزبل والبعر وليس يخرج له هنا معنى، والشيء هنا بمعنى: الحبة المذكورة في الحديث الآخر.
قوله: في حديث أبي موسى الأشعري: (فنزا منها الدم) كذا عند العذري، وعند غيره:(الماء)(٥) وهو الصحيح المعروف، وكذا ذكره البخاري في التفسير في باب: ﴿وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ﴾ [النور: ١٨] في سورة النور.
في بيت حسان:"وتصبح غرثى من دماء الغوافل" كذا لكثير من الرواة، وعند الأصيلي (من لحوم الغوافل)(٦) كما في أكثر الأبواب، وعند الحموي، وأبي إسحاق، وعبدوس: من دم غوافل، وهو وهم.
قوله:(لا والدماء)(٧) كذا رواه عبيد الله، بكسر الدال ممدود يريد ما ذُبح على النُّصُب، وأريق هناك من الدماء، وعند ابن وضاح: الدمى بالضم جمع دمية أي: الصور يعني: الأصنام، وقد اختلف رواة الموطأ مالك في الحرفين.
(١) مسلم (١٨٠١). (٢) البخاري (٤٣٧٢). (٣) بنحوه في مسند أحمد ٣/ ٣٤٥. (٤) مسلم (١٩١). (٥) البخاري (٢٨٨٤). (٦) البخاري (٤١٤٦). (٧) الموطأ (٤٧٥).